باريس (زمان عربي) – قال دومينيك مويزي أشهر وأبرز الخبراء الاقتصاديين في فرنسا إن كلا من تركيا وروسيا أصبحتا في مواجهة خطر العزلة على الساحة الدولية.
وطرح البروفيسور مويزي الأستاذ في معهد “كينجس” البريطاني” أحد أعرق المعاهد البريطانية والذي يعمل في الوقت نفسه مستشارًا في معهد العلاقات الدولية الفرنسي (IFRI) سؤالا في في مقال لصحيفة “ليزيكو” الفرنسية الاقتصادية التي توزع120 ألف نسخة: “هل أصبحت روسيا وتركيا مريضتان بين الدول الأوروبية؟”.
وأجاب مويزي على السؤال الذي طرحه قائلا: “لقد أظهرت الإمبراطورية الروسية عبر قرون خطرا بالغا لطالما كان يهدد الدولة العثمانية المعروفة –آنذاك- برجل أوروبا المريض واليوم تعاني الإمبراطوريتان القديمتان مرحلة عصيبة وعزلة على الصعيد الدولي. ويمكننا أن نوجز ونصف حالة الدولتين الفاعلتين في كلمتين: بوتين وأردوغان. ويبدو ذلك جليًّا في الاتجاهات المستبدة الديكتاتورية لهذين الرجلين اللذين باتا يهددان تركيا إضافة إلى سيطرتهما واحتكارهما لقوة السلطة في البلاد”.
وزعم مويزي أن كلا الزعيمين –أردوغان وبوتين- ينتهجان سياسة خاطئة جعلتهما يبعدان دولتيهما عن أوروبا. وأضاف: “هل يكون الخوف من فقدان الحكم وضياعه سببا في مراجعة حساباتهما في تحديد أولوياتهما وطريقة تصرفاتهما بشكل جذري؟ حسنًا، ولكن ألم يكن الوقت متأخرًا كثيرًا لفعل هذا؟ لا سيما وأن الزعيمين أصبحا مُحاطين بمستشارين يفكرون مثلهما وانقطعا عن الحقيقة وقد وصل بهما الأمر إلى أن يدخلا دائرة الهروب من الحقيقة. زد على ذلك أنه كلما تعززت الادعاءات في حقهما يبدر عنهما تصرفات كالمصابين بمرض التوحد أو التفرد autism. وكلما زادت صعوبة الظروف من حولهما يشعران بالحاجة إلى إظهار نفسيهما أقوياء”.
ولفت الكاتب إلى أن روسيا وتركيا تسيران نحو الانحطاط والانهيار. وأشار إلى أن تركيا أكثر حظًا مقارنة بروسيا نظرا لموقعها الجغرافي المتميز.
وأضاف أن “تركيا أردوغان” نأت بنفسها عن أن تكون نموذجا يمكن له أن يجمع بين الإسلام والديمقراطية معا إذ لم تصبح كما كانت في مطلع الربيع العربي نموذجا يراود بعض الدول العربية. وعلى الرغم من ذلك فتركيا تعتبر لاعبا رئيسيا في معادلة الشرق الأوسط في قلب الحرب الطائفية بين السعودية وإيران.