أنقرة (زمان التركية) – قال الكاتب الصحفي التركي مصطفى قره علي أوغلو، إن النظام الرئاسي الذي انتقلت له البلاد في منتصف عام 2018، مليئ بالمشاكل وهو ما دفع جناح السلطة إلى المطالبة بإعادة النظر فيه.
وأوضح قره علي أوغلو في مقال بصحيفة قرار التركية، أن اضطرار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، للعمل على ضم حزب السعادة مبكرا للحصول على الأصوات التي يحتاجها نابع من تزايد الضجة التي يحدثها ناقوس الخطر، مفيدا أن المشاكل التي يتضمنها النظام الرئاسي للحزب الحاكم لم تكن غير متوقعة بل كانت متوقعة، وكانت هناك تحذيرات من نتائجها السلبية، لكن أردوغان تغاضى عن كل ذلك وأقبل على نموذج الصلاحيات المطلقة الذي قدمه حليفه حزب الحركة القومية على طبق من ذهب، حيث إنه كان أكثر إغراء.
وأكد قره علي أوغلو أن الحزب الحاكم بقيادة أردوغان أطلق جهودًا متعبة ومزعجة له من أجل دفع ثمن هذا الإغراء في مسعى لتسوية المشاكل التي تسببها التحالف بين حزب العدالة والتنمية والحركة القومية في ظل نظامهما الرئاسي.
وأشار قره علي أوغلو إلى أن النظام الرئاسي ينتج المشكلات عوضا عن الحل قائلا: “خلال العامين الماضيين ارتفعت البطالة في ظل النظام الجديد وتراجعت قيمة الليرة بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ تركيا وانفجرت معدلات التضخم وتراجع حجم الاستثمارات الأجنبية إلى مستويات سلبية”.
وأضاف قره علي أوغلو أن تركيا أصبحت تعاني من فوضى اقتصادية لا مخرج منها إلا بالعمل على فارق العملات الأجنبية أو دفع فوائد عالية، وأنه في ظل تلك المرحلة لم تفلح السلطات في إيقاف التراجع في سائر المجالات من قضاء وتعليم وحرية صحافة وثقة بالقضاء وهيبة الجامعات.
هذا وأفاد قره علي أوغلو أن جميع الإحصاءات والأرقام التي تضعها وتنشرها السلطات التركية في تلك الفترة أصبحت تفتقر للثقة، وأن عدد الدول التي تمكنت الحكومة من إقامة علاقات جيدة معها على الصعيدين الإقليمي والدولي تراجع إلى ما دون أصابع اليد الواحدة، مشيرا إلى تفاقم قائمة الدول التي تدهورت علاقات تركيا بها يومًا بعد يوم.
وفي عام 2018 انتقلت تركيا إلى نظام الحكم الرئاسي الذي صممه حزب العدالة والتنمية الحاكم، وبموجبه عزز الرئيس التركي رجب أردوغان سلطاته بشكل واسع ولم يعد للبرلمان دور فعال، فيما أصبح القضاء مسيسا بشكل كبير.
وكان حزب الشعب الجمهوري أعلن أنه يعمل على مقترح لنظام حكم برلماني، يسعى لتطبيقه في تركيا، من أجل تقوية سلطات البرلمان، على حساب الرئيس الذي سيصبح منصبه “رمزيا”.
يذكر أن الرئيس أردوغان قال خلال مؤتمر لحزب العدالة والتنمية هذا الشهر إن تحالف الجمهور، سيحقق أغلبية ساحقة في البرلمان بالانتخابات المقبلة، وأنه سيفوز بالانتخابات الرئاسية مجددا في 2023.