بقلم هيثم السحماوي
القاهرة (زمان التركية) – (إن أمامنا لغزا محيرا، فقد عثر العلماء في سنة 1933 بالقرب من مدينة بكين على جماجم ثلاثة أشخاص، أحدهم جمجمة رجل أوروبي أبيض، والأخرى جمجمة هندية، والثالثة جمجمة شاب من الإسكيمو، وعمر هذه الجماجم يرجع إلى عشرين ألف سنة، فما الذي جمع بين هؤلاء في هذا المكان؟ ولماذا؟ وكيف جاءوا، وكيف انتقلوا؟ وما الذي جرى لهم ولمئات من الألوف غيرهم؟)
هذه جزء من تساؤلات جاءت في كتاب يعد كنزا معرفيا وفكريا وأدبيا وعلميا، صاحبه هو الدكتور الفريد دريك، وقدمه للمكتبة العربية عالم الفضاء المصري الدكتور فاروق الباز.
هذا الكتاب باسم (لا نحن وحدنا ولا نحن أول الناس) كتبه مؤلفه في أكثر من أربعين عاما.
وهذا الكنز المثير للتفكير عبارة عن حوار بين عدد من مختلف العلماء في مختلف المجالات (الذرة، الفضاء، الجيولوجيا، الإنسانيات، والآداب، والآثار)
وقد تحدث عنه المفكر الأديب أنيس منصور في كتاب لحضرته بعنوان (الذين عادوا إلى السماء)، وفي هذا الكتاب طرح الدكتور الفريد دريك تساؤلات عدة على العقل البشري، وأثار قضايا كثيرة ومتنوعة، مع إدراكه أن مسألة استيعابها ومناقشتها أمر ليس في حدود قدرة العقل البشري، فاتساع العلم جعل كل واحد منا يختار جانبا ضيقا من العلوم ويحاول أن يتعلمه، فالعلم الإنساني من الاتساع والعمق بحيث يصعب على شخص واحد أن يكون انطلاقه من كل الاتجاهات والأعماق ويصل ويجد حلا.
ومن هذه التساؤلات والقضايا التي طرحت في الكتاب:
ماهي علاقتنا بالكواكب الأخرى؟ وهل هناك علاقة بين الكوارث التي لحقت بسكان الأرض؟ وما معنى خرافات الإغريق، وحيوانات ألف ليلة وليلة؟
ما الذي وراء الأساطير الفرعونية واليونانية والبابلية و اساطير المايا ؟
ثم إن في هذه الأساطير القديمة ذكر لحيوانات تطير، وهذه الحيوانات وصفت بأنها أكثر عقلانية من الإنسان، فالسؤال هل هذه كانت حيوانات حقا أم كائنات من نوع آخر لها قدرة على التشكيل؟
وبالنسبة للنقوش على الأحجار والكهوف… يا ترى ما الذي سجلها؟ هل من عاصروها أم جاء آخرون وسجلوها؟
وكيف استطاع سكان الأرض الذين عاشوا من ستة آلاف سنة أن يرسموا حيوانات انقرضت من ملايين السنين؟
إنه لم يحدث في كل تاريخنا أن انقطعت قصة الأجسام الطائرة أو كرات النار في السماء، فهيرودوت رأى ذلك في مصر الفرعونية، والفيلسوف أفلاطون رأى ذلك في مصر، وورد ذلك أيضا في التوراة، وفي مخطوطات البحر الميت، وفي ملحمة قلقامش القديمة، وفي الكتب الهندية، وأساطير التبت، فما معنى ذلك؟
وما هي نسبة احتمالية ما قاله العالم الفيزيائي الكبير نليس بور، حيث قال “إنا لا نستبعد مطلقا أن يكون سكان الكواكب الأخرى قد وضعونا في تجربة أو أنهم يجربون فينا بعض الأمراض أو يلقون على الأرض بعض البذور، أو أننا لسنا إلا مزرعة لتحسين بعض السلالات الحيوانية…. لا أحد يدري الآن!!!
إنني أتذكر عندما كنت أمثل مصر في برنامج تدريبي في الصين، لم أكن اطلعت على هذا الكتاب، وكان ذلك في أواخر عام 2018، زرت أربع مدن ومقاطعات هناك، وكنت أنتقل من واحدة إلى أخرى بالطائرة، وفي إحدى المرات وكنت أجلس كما أفضل دوما بجوار نافذة الطائرة، وأشرب قهوة الاسبريسو، وأنا أتجول بعيني في الفضاء الذي أسبح فيه، تحدثت مع صديقتي التي كانت في المقعد المجاور لي، وكان اسمها ناتليا، كانت ممثلة عن دولة مولدوفا، وأنا مندهش، تحدثت قائلا: “أعتقد أننا لسنا الوحيدين في هذا الكون، ولكن يبدو أن هناك مخلوقات أخرى لا نعلم عنها شيئا، انظري!، فنظرت، وأخذنا الكلام.
دامت المحبة هي التي تسيطر على قلوبنا