الجزائر (أ ف ب) – طالبت النيابة الجزائرية بفتح تحقيق قضائي بتهمة “القذف” ضد المعارض السياسي سعيد سعدي بعد أن وصف الرئيس الجزائري الراحل أحمد بن بلة بأنه كان عميلا للمخابرات المصرية بحسب ما أفاد بيان لوكيل نيابة الجمهورية.
وجاء في البيان أنه “تبعا لما نقلته بعض وسائل الإعلام من تصريحات أدلى بها السيد سعيد سعدي خلال ندوة في الثاني من يناير/ كانون الثاني الجاري في سيدي عيش (بجاية، 250 كلم شرق الجزائر) تضمنت إسناد وقائع تمس بشرف واعتبار رئيس الدولة الأسبق المرحوم أحمد بن بلة ورئيس الدولة الأسبق المرحوم على كافي والشخصية الوطنية والتاريخية المرحوم مصالي الحاج”، طالب وكيل الجمهورية لدى محكمة سيدي محمد بالعاصمة الجزائرية فتح تحقيق قضائي.
وأوضح بيان النيابة أنه “نظرا لكون هذه التصريحات تجعل المعني قابلا للمتابعة من أجل جريمة القذف المنصوص والمعاقب عليها بقانون العقوبات” و”لكون جريمة القذف تقوم على عنصر العلانية الذي يعطي الاختصاص لأي محكمة تم فيها النشر وأمكن الاطلاع في دائرة اختصاصها على الوقائع المجرمة”.
وسائل الإعلام الجزائرية تنقل اتهامات سعدي
نقلت وسائل الإعلام الجزائرية عن سعيد سعدي قوله إن أحمد بن بلة ” كان عميلا لفتحي الذيب رئيس المخابرات المصرية الذي كان مكلفا بالملف الجزائري خلال حرب التحرير (1954-1962)”.
كما اتهم الرئيس الجزائري الأسبق المرحوم علي كافي ب”الحقد على منطقة القبائل (التي ينتمي إليها سعدي) ما جعله يتهم أحد قادة حرب التحرير الجزائرية عبان رمضان بالخيانة” وتصفيته في 1957.
أما بخصوص مصالي الحاج الذي يدرس في كتب التاريخ المدرسية على أنه “أبو الحركة الوطنية”، فشبهه سعدي بالمارشال بيتان الذي تعاون مع ألمانيا النازية خلال احتلالها لفرنسا في الحرب العالمية الثانية.
عائلات المتهمين يردون
بحسب مصدر قضائي تحدث لوكالة فرنس برس، فان عائلات الرئيسين السابقين ومصالي الحاج سيتخذون صفة الادعاء بالحق المدني في القضية.
من جهتها قالت ابنة مصالي الحاج في رسالة نشرها موقع “كل شيء عن الجزائر” على الإنترنت مخاطبة سعدي “إنك بتجرؤك على مقارنة والدي بالمارشال بيتان إنما تستعيد صورة لاتشرف المركز الذي تصبو لتسلمه آي أن تكون زعيما ديمقراطيا مدعوا في يوم من الأيام لقيادة الجزائر”.
واعتبرت إحدى محاكم الجزائر الشهر الماضي أن نعت أي جزائري ب”الحركي” يعتبر تشهيرا يلاحقه القضاء.
سعدي يقاضي رئيس بلدية وصف والده بـ”الحركي”
قدم سعيد سعدي مع أشقائه شكوى ضد رئيس بلدية وصف والدهم ب”الحركي” وهي الصفة التي تطلق على الجزائريين الذين تعاونوا مع الاستعمار الفرنسي.
وترأس سعيد سعدي حزب “التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية” (علماني) لأكثر من 20 سنة قبل أن يتحول إلى الكتابة في التاريخ وإلقاء المحاضرات.