إسلام أباد (زمان عربي) – نشرت صحيفة “ديلي تايمز” (Daily Times) إحدى أشهر الصحف الباكستانية حواراً مع رئيس تحرير صحيفة” زمان” التركية أكرم دومانلي حول عملية انقلاب الحكومة التركية على وسائل الإعلام والصحافة الحرة إضافة إلى آخر التطورات التي تشهدها تركيا.
ونشرت الصحيفة الصادرة باللغة الإنجليزية في باكستان، حوارها مع رئيس تحرير جريدة “زمان” الأوسع انتشارا في تركيا أكرم دومانلي بعنوان: “هناك مشوار طويل أمام الإعلام التركي المعارض”. وذكرت بما تعرض له دومانلي من اعتقال استناداً إلى أدلة تمثلت في نشر “مقالين وخبر واحد”.
ولفتت الصحيفة في مقدمة التقرير إلى أنه على الرغم من الإفراج عن دومانلي قبل مرور أقل من أسبوع إلا أن الجهاز القضائي في تركيا يواجه مشكلات حقيقية من حيث الاستقلالية والشفافية.
وقالت الصحيفة الباكستانية إن صحيفة” زمان” تعد واحدة من المؤسسات الإعلامية المقربة من الأستاذ فتح الله كولن. وأشارت إلى وجود عدد كبير من المدارس التركية التابعة لحركة الخدمة في باكستان أيضاً.
ولفتت الصحيفة في تقريرها إلى صدق ادعاءات المدون الشهير على موقع التواصل الاجتماعي”تويتر” فؤاد عوني حول اعتقال دومانلي قبل أيام حدوثه على أرض الواقع فعلاً.
وفي معرض رده على سؤال الصحيفة حول تجربته مع السجن أجاب دومانلي أنه اعتقل للمرة الأولى في سن 16 عاما إبان فترة الانقلاب العسكري في 12 سبتمبر/ أيلول 1980 . وقال : “أوضاع وظروف السجون أفضل مما كانت عليه من قبل من الناحية الشكلية إلا أنه لاتزال هناك مخاوف كبيرة لدى الشعب حول استقلال القضاء وسيادة القانون في البلاد”.
وعن السؤال “لماذا تم اعتقالكم؟” أجاب دومانلي قائلا: “لقد اعتقلوني استناداً إلى مقالين وخبر صحفي فقط.. والأدهى من ذلك أو المضحك هو أنني لستُ من كتب هذين المقالين والخبر الصحفي”.
الهدف التستر على أكبر فضائح فساد ورشوة في تاريخ تركيا
وعن التهم الموجهة من حكومة حزب العدالة والتنمية إلى حركة الخدمة قال دومانلي: “إن حركة الخدمة تنظم أنشطة وتنفذ مشاريع خيرية لمساعدة الفقراء والمحتاجين في أكثر من 160 دولة حول العالم وتدعو إلى الحوار بين منتسبي الأديان وتضطلع بدور بارز في إقامة السلام العالمي عبر مؤسساتها التعليمة المنتشرة في كل أنحاء العالم. ولذلك فإن نعت مثل الحركة المعروفة لدى الجميع بـ”الكيان الموازي” ليس سوى محاولة للتستر على أكبر فضائح فساد ورشوة في تاريخ تركيا. ففي العام الماضي اضطر 4 وزراء من حكومة حزب العدالة والتنمية إلى الاستقالة عقب الكشف عن تلك الفضائح المذكورة. وكان رجب طيب أردوغان يكنُّ احتراماً وتقديرا ًلحركة الخدمة قبل أن يكشف المدعون العموم عن هذه الفضائح”.
وأكد دومانلي أن تركيا ابتعدت عن مسارها الديمقراطي، وبالتحديد في السنوات الثلاثة الأخيرة. وأشار إلى أن العالم أيضاً أصبح على دراية بما يجري في تركيا الآن. وأعاد إلى الأذهان تصريحات رئيس المحكمة العليا الأسبق سامي سلجوق التي وصف فيها نعت حركة الخدمة بالكيان الموازي بأنها “سفسطة” و”هذيان”. وأكد ضرورة البحث عن تفسير منطقي ومعقول لهجوم الحكومة على حركة الخدمة عقب الكشف عن فضائح الفساد والرشوة في 17و25 ديسمبر/ كانون الأول 2013.
واستدرك دومانلي قائلا: “إن أردوغان لم يرَنا مصدرا للتهديد طوال 12 عاما. والأستاذ محمد فتح الله كولن يشجب الشدة والعنف بصفته أحد علماء ومفكري العالم الإسلامي داعماً لسيادة القانون وحقوق الإنسان والقيم الإنسانية العليا. ولأن القاصي والداني يعرفون عدم مشاركة أي فرد من أفراد حركة الخدمة في أي أحداث عنف من قبل فإن الاتهامات الموجهة إليهم لا معنى لها وتفتقر إلى أي سند قانوني”.
وأكد دومانلي أنهم لن يقدموا أي تنازلات في المرحلة المقبلة قائلا: “سنستمر في نشر الحقائق من أجل استقرار نظام ديمقراطي حقيقي في تركيا”.