أنقرة (زمان التركية) – وجه آيدين أونال، كاتب خطابات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السابق، وأحد أشد المقربين له، تحذيرا مهما له بشأن حالة الاستقطاب التي تشهدها تركيا.
ودعا أونال أردوغان إلى تخفيف وطأة الاستقطاب الذي تشهده تركيا، مفيدا أن مشاعر الكراهية والحقد من الممكن أن تدمر سائر المكتسبات الإيجابية، والإصلاحات المبرمة في عهده عند انتقال السلطة إلى حزب جديد.
وعبر تويتر، نشر أونال تغريدة تحدث خلالها عن إجراء العديد من الإصلاحات الضخمة من قبل حكومة حزب العدالة والتنمية القائمة طوال 18 عاما، مؤكدًا أن الاستقطاب قادر على محو تلك الإصلاحات بجرة قلم واحدة.
وأضاف أونال أنه في ظل المناخ الحالي الذي تزايدت به حدة الاستقطاب والإقصاء ضد طيف واسع من الفئات المعارضة من الممكن أن يُقضي على جميع الإصلاحات في ليلة واحدة عندما ترحل حكومة أردوغان وتأتي أخرى.
وأشار أونال إلى أن مفاهيم السلطة والمعارضة تحولت إلى الصداقة والعداء والولاء والخيانة في تركيا بسبب خطابات الحزب الحاكم.
هذا وأوضح أونال أنه من الكارثي تسلل وهيمنة هذا التحول على الشارع أيضا، قائلا: “القضاء على هذا المرض وإخماد نيران الاستقطاب هو أكبر إصلاح يمكن للحكومة أن تنفذه”.
وكان تقرير صدر عن المجلس الأوروبي في أكتوبر الماضي وجه انتقادات حادة إلى تركيا فيما يتعلق بالمعايير الديموقراطية وسيادة القانون وحالة الاستقطاب المتزايدة في البلاد.
ولفت التقرير إلى أن تركيا تشهد استقطابا سياسيا، في انعدام الحوار داخل البرلمان، فضلًا عن القضاء على استقلالية مؤسسات الدولة، منتقدًا إقدام الحكومة على تعيين وصاة على 47 بلدية بعد عزل رؤسائها المنتخبين عن حزب الشعوب الديمقراطي الكردي.
كما انتقد التقرير “تسييس” المؤسسات التي من المفترض أن تكون مستقلة، مشيرًا في هذا الصدد إلى أن البنك المركزي التركي لا يتمتع باستقلالية وإنما يتحرك وفق قرارات وتوجيهات رئيس الجمهورية رجب أردوغان.
وكان الكاتب مصطفى كارا علي أوغلو، انتقد في مقال بصحيفة قرار التركية، سعي حزب العدالة والتنمية بقيادة الرئيس أردوغان لهيكلة جميع المؤسسات المهنية بما يضمن سيطرة الحزب الحاكم عليها، واعتبر كارا علي أوغلو أن تركيا انتقلت إلى مرحلة مأسسة الاستقطاب قائلا: “أقبلت الحكومة أولاً على تحديد وتمييز صفوف المحامين من خلال نظام نقابات المحاماة الجديد، والآن تتجه إلى وضع الأطباء ومن بعدهم المجموعات المهنية الأخرى على المسار نفسه”.
وتابع الكاتب الذي كان مؤيدًا لسنوات طويلة لسياسات أردوغان أن الحكومة تفرض على جميع الفئات والمجموعات، بمن فيهم الأطباء والمهندسون والتجار، أن يقوموا بتحديد مواقفهم حتى يتبين من هم الخونة ومن هم الوطنيون ومن هم القوميون ومن هم المعادون للأتراك.
وشدد الكاتب المخضرم مصطفى كارا علي أوغلو على ضرورة إنقاذ تركيا من حالة الاستقطاب الحادة هذه في أسرع وقت ليمكن عودة الأمور إلى نصابها مجددًا.