أنقرة (زمان التركية) – يشعر الرئيس التركي رجب أردوغان بأن القاعدة الشعبية التي وظف لأجلها الشعارات الإسلامية لسنوات من الممكن فقدانها بظهور تحالفات جديدة بين حزب الشعب الجمهوري “العلماني” وأحزاب اليمين الجديدة التي تستقطب أنصار الحزب الحاكم المحافظين.
الكاتب والمحلل السياسي أمر الله أوسلو قال في فيديو نشره أمس على صفتحه الشخصية في موقع اليوتيوب إن أكثر ما يخيف أردوغان هو انضمام الأحزاب اليمينية الجديدة، مثل حزب المستقبل بقيادة أحمد داود أوغلو وحزب الديمقراطية والتقدم بقيادة علي باباجان، إلى تحالف المعارضة، حيث يرى أن ذلك عامل يقوض أرضية أردوغان التي تسمح له بتوظيف الدين والهجوم على المعارضة عن طريقه.
وقال: “التغيير الحاصل في نظرة سياسة الشعب الجمهوري إلى المحافظين والحجاب تحت قيادة كليجدار أوغلو، وفوز الحزب بكبرى البلديات في انتخابات 2019 عن طريق مرشحين منحدرين من التيار المحافظ، مثل رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو ورئيس بلدية أنقرة منصور يافاش، أمر أثار غضب أردوغان إلى حد كبير”.
وأفاد أن هذا النهج الجديد لحزب الشعب الجمهوري بدأ يقوض أساس خطاب أردوغان السياسي القائم على توظيف الشعارات الإسلامية والهجوم على الشعب الجمهوري “العلماني” عن طريق الحجاب والأذان والقرآن الكريم.
وأضاف أوسلو أن الرئيس التركي رجب أردوغان قرر أن يشعل حربًا ضد حزب الشعب الجمهوري، منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن أنه سيسعى للتخلص من حكومة أردوغان عبر الدعم الديمقراطي للمعارضة.
وفتحت اليوم نيابة أنقرة تحقيقا ضد النائب السابق عن حزب الشعب الجمهوري المعارض، فكري ساغلار، بتهمة تحريض الشعب على الكراهية والعداء أو إهانته، وذلك بعدما قال إنه يشكّ في إمكانية عدالة قاضية ترتدي الحجاب.
وفي بيان، ذكرت نيابة أنقرة أنها فتحت تحقيقا ضد ساغلار بموجب المادة 216 من قانون العقوبات رقم 5237 وذلك بتهمة تحريض الشعب على الكراهية والعداء أو إهانته.
وكان ساغلار قال: “إنني أشكّ فيما إن كنت سأخضع لمحاكمة عادلة إذا مثلت أمام قاضية ترتدي الحجاب. إن بعض النساء يرتدين الحجاب بروح فدائية وأيديولوجية وهو ما يتوجب التصدي له”، على حد تعبيره.
وفي وقت سابق، قال ساغلار معلقا على الانتقادات الموجهة ضده “أظهرت هذه الحملة مرة أخرى أن حزب العدالة والتنمية يستخدم لغة الدعاية السوداء والكراهية ضد الناس وشرائح المجتمع الذين لا يفكرون ويعيشون مثلهم”.
أضاف “سأستمر في شرح هذه الحقيقة بعيدًا عن دفن رؤوسهم في الرمال، ومن تحول محورهم، ومن يحاولون الظهور بشكل لطيف يسارًا ويمينًا. مع الملايين من مواطنينا، سأستمر في معارضة هدف فكر الإسلام السياسي المتمثل في تدمير الجمهورية الديمقراطية العلمانية”.
وتعليقا على هجوم النائب السابق عن حزب الشعب الجمهوري المعارض فكري ساغلار على الحجاب بشكل مفاجئ، ما دفع السلطات لفتح تحقيق معه، قال أمر الله أوسلو إن ساغلار له علاقة بأردوغان عن طريق حليفه “تنظيم أرجنكون” -الدولة العميقة-، مشيرًا إلى أنه أثار مشكلة وقضية الحجاب متعمدًا لكي يدفع الكرة في ملعب أردوغان ويستغلها للهجوم على الشعب الجمهوري، خاصة في الوقت الذي بدأ أردوغان يتعرض لانتقادات حادة من جميع الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني بسبب وقائع التفتيش العاري للنساء في السجون.
ومن اللافت أن التصريحات التي أدلى بها ساغلار جاءت بعدما طالب رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كيليتشدار أوغلو، الرئيس رجب طيب أردوغان، بالاعتذار للنساء بعد قال “إن بعض الأشخاص يصطحبون معهم النساء المحجبات مثل العارضات في الفاترينة، لخداع الشعب”، في إشارة إلى أن أكبر أحزاب المعارضة يحاول التودد إلى الكتلة المحافظة التي يستولى حزب العدالة والتنمية على القاعدة الأكبر منها منذ سنوات.
كيليتشدار أوغلو اعتبر تصريح أردوغان بمثابة إهانة للمرأة، وقال “ماذا تعني بعارضات في فاترينة؟ دعونا نلقي نظرة على ما يفعله هو نفسه”، مشيرا إلى أن الشعب مستاء من هذه التصريحات.
وتابع زعيم المعارضة: ”أعط المنصب الذي تشغله حقه، هل يسمح لك هذا المنصب بإهانة الشعب أو المحجبات أو غير المحجبات؟ اخرس قليلا، وتوقف عن إهانة الناس”.
وأكد رئيس حزب الشعب الجمهوري أن أردوغان يقول مثل هذه التصريحات لأنه يعتبر أن الحجاب يمكنه فقط استغلاله لأغراض سياسية، لذا فإذا كان حزبه من يتحدث عن الحجاب والمحجبات يكون الأمر طبيعيا.
–