وتناولت رينا باسيست في موقع “مونيتور” هذا الموضوع، قائلة إن العلاقات بين البلدين تشهد توتراً منذ أكثر من عقد، عندما قتل جنود إسرائيليون ناشطين أتراكاً على متن السفينة مافي مرمرة، التي كانت متوجهة إلى قطاع غزة.
تدهور العلاقات
وطرأ مزيد من التدهور على العلاقات قبل عامين، عندما اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل. وبعد الاشتباكات الدموية بين الجيش الإسرائيلي ومحتجين في غزة، عمدت تركيا إلى طرد السفير الإسرائيلي إيتان نائه وأذلته لدى مغادرته المطار.
وردت إسرائيل بالمثل، طالبة من القنصل التركي حسنو غورجان مغادرة البلاد.
وعلى مدى سنوات، أطلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عدداً غير محدود من المواقف المناهضة لإسرائيل ومواقف تنطوي على نبرة معادية للسامية.
وفي 13 أغسطس (آب)، بعيد إعلان ترامب تطبيع العلاقات بين دولة الإمارات، وإسرائيل، لوح أردوغان بتجميد العلاقات الديبلوماسية مع أبوظبي وسحب السفير التركي.
إشارات انفتاح
لكن أردوغان لم يمضِ في تنفيذ تهديده. وبعد أربعة أشهر، عندما أعلنت الولايات المتحدة استئناف العلاقات بين إسرائيل والمغرب، ردت تركيا بشكل مختلف.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن ما من علاقات يجب أن تأتي على حساب الفلسطينيين، لكنه استدرك قائلاً، إن كل دولة لديها الحق في إقامة علاقات مع أي دولة أخرى تختارها.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كشف موقع “مونيتور” أن العلاقات التركية الإسرائيلية التجارية والثقافية تشهد تحسناً. وفي 30 نوفمبر(تشرين الثاني)، علم أن رئيس الاستخبارات التركية هكان فيدان يجري مباحثات سرية مع مسؤولين إسرائيليين بهدف استئناف العلاقات الثنائية.
وفي 7 ديسمبر (كانون الأول)، نشر معهد موشى دايان في تل أبيب مقالاً تضمن اقتراحاً بأن تعمد الدولتان إلى مراجعة حدودهما في المتوسط. وكتب المقال الأدميرال التركي المتقاعد جهاد يازجي المستشار المقرب من أردوغان والباحثة الجامعية زينب جيهان.
وصدرت إشارة أخرى في محادثات جرت بين الرئيس الأذري إلهام علييف وأردوغان. وقيل إن علييف اقترح على أردوغان مسارات مختلفة لتحسين العلاقات بين تركيا وإسرائيل، ورد أردوغان بإيجابية على هذه الأفكار.
تعيين سفير
وتحدثت تقارير عن عزم تركيا على تعيين أفق أولوتاس سفيراً جديداً في إسرائيل عقب سنتين من غياب سفير تركي في إسرائيل. وفي 25 ديسمبر (كانون الأول)، قال أردوغان أمام صحافيين إنه يرغب في علاقات أفضل مع إسرائيل. ورجح أن تستمر الاتصالات الاستخباراتية.
لكن الرئيس التركي لم يتراجع عن موقفه من الفلسطينيين قائلاً إن “سياساتنا تجاه فلسطين هي خطنا الأحمر…ولو لم تكن هناك قضايا عالية المستوى، لكانت علاقاتنا مختلفة جداً”.
الموقف الإسرائيلي
وحتى الآن، رفضت إسرائيل رسمياً الرد على التقارير التي تحدثت عن عزم تركيا تعيين سفير جديد أو على مواقف أردوغان الأخيرة.
ويقول خبراء في إسرائيل، إنه إذا عُين سفير، فإن الأخير لن يتوجه قريباً إلى إسرائيل، وربما لا يتوجه أبداً. وقد يبقى في أنقرة ويتنقل بين البلدين.
وقال مصدر ديبلوماسي إن إسرائيل لا تخطط لأي تغيير في مستوى تمثيلها لدى أنقرة. ويتولى إدارة السفارة حالياً في أنقرة، قائم بالإعمال.
عاملان غيرا قواعد اللعبة
تغير الموقف التركي من إسرائيل ليس بريئاً ويمكن أن يعزى إلى عاملين غيّرا قواعد اللعبة. أولاً، ستكون هناك إدارة جديدة في واشنطن قريباً. وترغب أنقرة في فتح صفحة جديدة مع الرئيس المنتخب جو بايدن ومع الاتحاد الأوروبي أيضاً.
والعامل الثاني، هو تعزيز المكانة الإسرائيلية عالمياً وفي العالم العربي على حد سواء.
وحسب الباحث في معهد القدس للاستراتيجيا والأمن هاي إيتان كوهين ياناروساك، فإن “إسرائيل مهتمة بتطبيع حقيقي للعلاقات، لكنها في انتظار الجدية التركية في الموضوع. وبالنسبة لإسرائيل هناك ثلاثة عوامل تحدد ذلك، فإسرائيل تريد عودة السفير التركي، وتطالب بقطع الدعم التركي لحماس، فضلاً عن توقف أردوغان عن إطلاق المواقف العدائية. وإذا تحقق ذلك، فإن إسرائيل لن ترفض إعادة العلاقات الديبلوماسية”.
وفي ضوء تطورات في الشرق الأوسط بينها تشكيل منتدى الغاز الذي يضم إسرائيل، ومصر، واليونان، وقبرص، وإيطاليا، والأردن، ومع التقارب الذي حصل أخيراً مع دول في الخليج، وانضمام الإمارات إلى المنتدى مراقباً، وطالما بقيت حماس في اسطنبول، فإن إسرائيل غير متعجلة لتقديم هدايا لأردوغان.