أنقرة (زمان التركية) – اعتقلت السلطات في تركيا البرلمانية التركية المعزولة من منصبها قبل ستة أشهر، ليلى جوفين، تنفيذا لحكم السجن الذي صدر ضدها أمس بتهمتي الانتماء لتنظيم إرهابي والترويج له.
جوفان التي تشغل حاليا منصب الرئيس المشارك لمؤتمر المجتمع الديمقراطي، صدر ضدها حكم بالسجن 22 عاما و3 أشهر على خلفية الانتماء لتنظيم إرهابي، وعمل دعاية له.
وبناء عليه تم اعتقالها اليوم لتنفيذ حكم المحكمة بالسجن. وأوضحت جميلة تورهالي محامية جوفان، أنه تم نقل الأخيرة للسجن مباشرة لقضاء مدتها.
وخلال لحظات اعتقالها، شددت جوفان على أنها ستستمر في ممارسة العمل السياسي سواء داخل السجن أو خارجه.
يذكر أنه تم اسقاط عضوية البرلمان عن جوفان في شهر يونيو الماضي.
ووجهت الاتهامات إلى جوفين بسبب إدانتها العملية العسكرية للجيش التركي على منطقة عفرين بشمال سوريا، والتي عرفت باسم “غصن الزيتون” و “الخطاب المؤيدة للإرهاب في الاجتماعات التي حضرها سابقًا في المحكمة الجنائية العليا التاسعة في ديار بكر”.
وقود نظام أردوغان
وقال يافوز آجار، المحلل السياسي التركي، إنه منذ دخول 80 كردياً إلى البرلمان من صفوف حزب الشعب الديمقراطي عقب انتخابات 2015، يدعي أردوغان أن هناك صلة بين هذا الحزب الشرعي وبين حزب العمال الكردستاني المحظور، موضحاً أنه بعد هذا التاريخ تحالف أردوغان مع حزب الحركة القومية الذي يتبنى خطاباً قومياً تركياً على حساب الخطاب القومي الكردي، وهو الأمر الذي يدفع هذا التحالف إلى شيطنة الحزب الكردي من أجل تأييد ورصّ صفوف القوميين الأتراك.
وأضاف في تصريحات لصحيفة «الاتحاد» أن أردوغان يشعر دوماً بالحاجة إلى تقديم إيضاح لحليفه القومي ومؤيديه القوميين، والأكراد هم أفضل أضحية يمكن لأردوغان أن يقدمهم قربانا لهم، موضحاً أن الرئيس التركي بات يستمد شرعيته ممن وصفهم بالأعداء والإرهابيين، ولن يتخلى عن هذا النهج ما لم يعد إلى القانون والدستور مجدداً.
وأوضح أن الأعداء «الوهميين» هم وقود نظام أردوغان وغيابهم يعني رحل نظام أردوغان تلقائياً، مشيرا إلى أن أردوغان بات يلاحظ أن هذه السياسات القومية ستقضي على نظامه، وأنه بحاجة إلى فتح صفحة جديدة مع واشنطن وبروكسل لإنقاذ نظامه.
وشدد على أن هذه الحاجة قد تدفع أردوغان إلى البحث عن حلفاء جدد والتخلي عن حلفائه الحاليين وهم الحركة القومية وحزب الوطن بقيادة دوغو برينجك، مؤكداً أنه ليس من المستبعد أن نرى بعد عدة أشهر أن أردوغان فتح صفحة جديدة مع الأكراد واتخذ خطوات لكسب تأييد الأكراد.
من جهته، أدان حميد بالجي الهجمة على حقوق الإنسان في تركيا، حيث تتصاعد لأعلى مستوياته خلال السنوات الأخيرة، وهو الأمر الذي يتم وسط إدانات دولية واسعة، فيما لا يتراجع النظام التركي عن استمرار حبسه للأكراد بتهم سياسية إلى جانب اعتقال الصحفيين وكافة المدافعين عن حقوق الإنسان.
وأضاف بالجي أن ذلك يتم إلى جانب الاستخدام العسكري للجيش في تخليص أمور سياسية للنظام التركي، وذلك ضد الأكراد في سوريا، حيث لا يمكن أن يترك العالم فئة من الفئات تتعرض لكل هذا الاضطهاد من قبل أردوغان نظير لا شيء، مشيراً إلى ضرورة الإفراج عن الناشطة التركية وعدم السماح بحبسها بهذه الطريقة التي تهين إعلانات حقوق الإنسان الدولية.
–