أنقرة (زمان التركية) – قال رئيس حزب المستقبل المعارض في تركيا، أحمد داود أوغلو، إنه إذا حاول الرئيس رجب أردوغان أو غيره، الضغط على مراكز الاقتراع، سيتصدى هو بنفسه لذلك، ولو أدى ذلك إلى إزهاق روحه.
وفي تصريحات على قناة “ميديا سكوب” قال رئيس وزراء تركيا الأسبق إنه “يضع رأسه” في مقابل تحقيق نزاهة العملية الانتخابية، فيما معناه أنه مستعد لتقديم حياته في سبيل منع أي تلاعب وتزوير.
وحول ملف المعتقلين السياسيين، تساءل داود أوغلو، قائلا “هل يجب أن يتم الضغط الخارجي لكي تفرج تركيا عن المعتقلين مثل عثمان كافالا”؟، مستشهدا بإطلاق سراح القس الأمريكي أندرو برانسون، والصحفي الألماني دنيز يوجال.
كما انتقد داود أوغلو دعوات حزب الحركة القومية لحل حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد، مشيرا إلى أن حزب الشعوب الديمقراطي هو حزب مؤهل ليكون في البرلمان، وإغلاق الحزب خطأ جوهري.
وكان رئيس حزب الحركة القومية، دولت بهجلي قد طالب بإغلاق الحزب الكردي، مشيرا إلى أنه “ليس من المعقول أن تغذي الدولة الخيانة وتدفع ثمن الرصاص والقنابل والألغام والأسلحة الرشاشة، ولا ينبغي السماح لأي منظمة حزبية تشير إلى الانفصال العرقي والإرهاب بالاستمرار”، في إشارة إلى الاتهام الموجه لحزب الشعوب الديموقراطي بالتبعية لتنظيم حزب العمال الكردستاني الانفاصلي.
وأكد داود أوغلو أن رفيق دربه السابق أردوغان تعرض لتغيير جذري بعد فترة، حيث قال: “إنه تحول من رئيس وزراء يسكن بين سكان حي كيتشي أورين ويحظى بالحب والاحترام إلى رئيس يسكن في قصره الفاخر، بل بات لا يسعه كل القصور في عموم تركيا، وهذا تغيير سلبي بطبيعة الحال”.
وأضاف: “وكذلك تحول من رئيس وزراء يعلي من شأن العلنية والشفافية من أجل مكافحة فعالة ضد كل أنواع الفساد إلى رئيس لا يقدم المناقصات الحكومية إلا إلى شركائه السريين والعلنيين من رجال الأعمال، وذلك تغيير سلبي أيضًا”.
وتابع: “كان يبدو سياسيًّا مدافعًا عن الحريات نظرًا لأنه سبق أن تعرض للسجن بسبب إنشاده بيتا شعرًيا ثم تسلق درجات السلطة إلى أن أصبح رئيس الوزراء إلا أنه بدأ يتهم أقرب الناس إليه بالإرهاب والحيانة.. لهذه الأسباب عادت تركيا اليوم إلى الربع الأخير من القرن لعشرين بينما كان يجب عليها الاستعداد للقرن الثاني والعشرين وماستشراف آفاقه”، على حد تعبيره.
وتريد المعارضة في تركيا التخلص من حكم حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المقبلة عام 2023، خاصة بعد أن شدد أردوغان في السنوات التي تلت محاولة انقلاب 2016، حالة القمع وقضي بشكل واسع على حرية الرأي، وعزز سلطاته بشكل كبير بالنظام الرئاسي الذي انتقلت له تركيا منتصف عام 2018.
–