أنقرة (زمان التركية) – اعتبر السفير التركي المتقاعد، أولوتش أوز أولكر، انتقادات وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، الموجهة إلى تركيا خلال اجتماع وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي (ناتو)، “بلا قيمة”.
ونشب شجار حاد بين وزير خارجية تركيا، مولود تشافوش أوغلو، ونظيره الأمريكي، مايك بومبيو، خلال اجتماع حلف الأطلسي (ناتو) عبر تقنية “الفيديو كونفرانس”.
في البداية، وجه بومبيو، انتقادات لاذعة لتركيا، حيث اعتبر أن امتلاك أنقرة منظومة الدفاع الجوي الروسية “إس 400″ كان كـ”الهدية لروسيا”، مضيفا أن تركيا تقوم بتقويض انسجام الناتو، ولا تلتزم بمبادئ الحلف.
كما وصف بومبيو، النهج السياسي الذي تتبناه أنقرة في ليبيا وسوريا وإقليم قره باغ وشرق المتوسط بـ”المستفز”.
وأوضح أوز أولكر أن بومبيو أثار ضجة لإعطاء رسائل للسياسة الداخلية، مفيدا أن بومبيو عاود تقديم رسائل تتعلق بحساباته السياسية الداخلية مثلما سبق وأن فعل من قبل وأن تصريحات بومبيو، الذي كان جزء من الإدارة الأمريكية التي سينتهي عملها بعد نحو شهر من الآن، لا تتعلق بتركيا ولا تتضمن ضررا لها.
وذكر أوز أولكر أن جو بايدن سيُنتخب رئيسا للولايات المتحدة رسميا بتصويت اللجنة الانتخابية الذي سيعقد في الثاني عشر من ديسمبر/ كانون الأول الجاري وسيباشر مهامه كرئيس للولايات المتحدة في العشرين من يناير/ كانون الثاني القادم.
وأوضح أوز أولكر أن بومبيو حاليا لم يعد مؤثرا وأن تصريحاته هذه بمثابة استثمار للمرحلة القادمة، مشيرا إلى وجود أحاديث مثارة حول استعداده للترشح لعضوية مجلس الشيوخ بل وللرئاسة الأمريكية.
وكان الرد سريعا من تشافوش أوغلو، حيث اتهم بومبيو بالاتصال بالحلفاء الأوروبيين وحثهم على التحالف ضد تركيا، والانحياز الأعمى لليونان في النزاعات الإقليمية، ورفض بيع واشنطن أسلحة باتريوت المضادة للطائرات إلى أنقرة.
كما اتهم تشافوش أوغلو الولايات المتحدة بدعم حزب العمال الكردستاني في سوريا، زاعما أن أمريكا وفرنسا قد فاقمتا الصراع في قره باغ من خلال دعم أرمينيا ضد أذربيجان.
تصريحات يجب ألا تؤخذ على محمل الجد
وأكد أوز أولكر أن بومبيو لم يتبع نهجا إيجابيا تجاه تركيا خلال فترة ترأسه للخارجية الأمريكية قائلا: “بومبيو جزء من الفريق الذي تنتهي مهامه حتى العشرين من يناير/ كانون الثاني القادم وحاليا لا يتمتع بأي صلاحية وتأثير فيما يخص الفترة المقبلة. وتصريحاته في وضع كهذه هي مجرد تعبير عن رأيه وليس لها بعد أكثر من هذا. يجب عدم أخذ مثل هذه التصريحات على محمل الجد، لأنها مجرد إضاعة للوقت. هذه التصريحات ليست سوى عبارات تتضمن حسابات سياسية داخلية”.
وأشار أوز أولكر إلى ورود تصريحات حول تغيير موقف الولايات المتحدة تجاه المؤسسات الدولية وعلى رأسها حلف الناتو في ظل إدارة بايدن مفيدا أن ترامب كان قد دمر أساس علاقات الولايات المتحدة مع المؤسسات الدولية كالناتو والاتحاد الأوروبي في ظل حكمه للبلاد.
وصرح أوز أولكر أن بايدن يعطي رسائل بالعمال على تعزيز التعاون مع هذه المؤسسات مجددا وأن حملته تتحدث من الآن عن اتباعها نهج سينهي عزلة تركيا بالاتجاه إلى سياسات بناءة ومعتدلة في العلاقات مع المؤسسات الدولية كالناتو والاتحاد الأوروبي، قائلا: “يصرحون بأنفسهم أنهم سيتبعون سياسات أكثر اعتدالا وتسعى للتعاون على الساحة الدولية بالسياسة الخارجية في ظل إدارة بايدن، لكننا سننتظر لنرى طبيعة الموقف الذي ستتخذه تجاه تركيا”.
يذكر أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو زار تركيا في 17 نوفمبر الماضي دون أن يلتقي بأي مسئول حكومي، واقتصرت جولته على زيارة بطريركية فنار اليونانية والبطريركية اليونانية آيا يورجي، ومسجدا في إسطنبول، ثم غادر إلى جورجيا.
–