أنقرة (زمان التركية) – أبدى ضابط شرطة مفصول تعسفيًا من عمله في تركيا بموجب مرسوم صدر خلال حالة الطوارئ، أسفه على إظهار الحكومة له هو وزملائه على هيئة “إرهابي”، مشيرا إلى أنه لن يتسامح في حقه أبدا.
قال علي أورار، ضابط الشرطة السابق الذي فقد زوجته جراء مرض السرطان، بعد فقدانه وظيفته، أن الحكومة وصفتهم بإرهابيين، وفصلتهم من عملهم بتهمة الصلة بالانقلاب وحركة الخدمة، ولكن اعتقاده الجازم هو أنه لا يمكن أن يكون المسلم إرهابياً والإرهابي لا يمكن أن يكون مسلماً.
وأشار ضابط الشرطة إلى أنه لن يسامح أولئك الذين يشوهونه، والذين يلعبون بمشاعر الناس، والذين يتحدثون عنه دون أن يعرفوا أي شيء، لأنهم لا يعرفون حجم المعاناة التي تعرض لها.
ويحكي أورار في لقاء صحفي، مأساته مع زوجته، حيث يقول إنه بعد فصله من عمله توجه إلى مسقط رأسه في بلدة “موغلا” بمدينة بودروم، مع زوجته وابنتيه، ولكن بعد فترة فوجئ بإصابة زوجته بالسرطان في المرحلة الرابعة.
يتابع أورار: “كان الأمر بالنسبة لي، كأنني دمرت للمرة الثانية، كافحنا ضد المرض، ولكن هزمنا وتوفيت زوجتي، وأصبحت الأب والأم لبناتي. لم يعد لي إلا والدي ووالدتي وبناتي”.
وأخيرا أكد أورار أنه لم يخضع لإجراءات قضائية، وأنه سيعود إلى عمله عاجلا أم آجلا، وأنه سيعمل بكل قوته لتقديم المستقبل لأولاده كما حلم به مع زوجته.
واليوم أعلنت السلطات التركية اعتقال 41 شرطيًا تم فصلهم تعسفيًا من العمل بزعم انتمائهم إلى حركة الخدمة.
ويحمل الرئيس التركي رجب أردوغان حركة الخدمة مسئولية تدبير انقلاب عام 2016 إلا أن اتهامه يفتقر إلى أدلة ملموسة، وبهذه التهمة تم فصل واعتقال الآلاف.
وعقب الانقلاب الذي وقع قبل أربع سنوات نفذت السلطات التركية حملة أمنية واسعة أسفرت عن اعتقال وفصل الآلاف تعسفيا بتهمة الانتماء لحركة الخدمة التي تحملها أنقرة مسؤلية تدبير الانقلاب العسكري بينما تنفي الحركة التهمة التي لا توجد أدلة مادية عليها ولم تقتنع بها أغلب حكومات العالم.
وبحسب آخر الإحصائيات بلغ عدد الذين تعرضوا للاستجواب خلال العامين الماضيين ما يقرب من 400.000 فرد، اعتقل منهم 80.147 فردًا، وتم احتجاز 141.558. أما الذين فصلوا من وظائفهم فقد بلغوا 170.372، منهم 17.844 ضابط جيش تم عزلهم من المؤسسة العسكرية، و16.409 من الطلاب العسكريين فصلوا من أكاديمياتهم العسكرية.
–