القاهرة (زمان التركية)ــ قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، اليوم الأحد، إن أية محاولات للانقضاض على حقوق الشعب الفلسطيني وتجاهل مبادئ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية مآلها الفشل، داعيًا إلى تحمل المسئولية تجاه الشعب الفلسطيني والاستمرار في دعم المؤسسات الدولية العاملة في مجال الإغاثة.
جاء ذلك خلال مشاركة أبو الغيط، في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وفيما يلي نص كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية:
يأتي اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي أقرّته الجمعية العامة للأمم المُتحدة في قرارها لسنة 1977 هذا العام في ظل ظروف استثنائية يعيشها العالم بأسره جراء جائحة كورونا التي فرضت تحدياً جديداً إضافياً على الأسرة الدولية يتطلب تضافر كافة الجهود من أجل التصدي لها وحماية البشر في مُختلف أنحاء العالم من تبعاتها الصحية والاقتصادية والاجتماعية الكارثية … ورغم الانشغال العالمي بهذا الخطر المُستجد إلا أن استمرار التبعات الكارثية للاحتلال الإسرائيلي وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة لازال يمثل قضية مركزية وشاغلاً أساسياً لدى الدول العربية جميعاً.
لقد تضاعفت مُعاناة الشعب الفلسطيني هذا العام حيث يبقى أسيراً بين مطرقة الاحتلال بوحشيته وانتهاكاته ومُمارساته العُنصرية … وسندان الجائحة التي تنتشر وتتفاقم في الأراضي الفلسطينية المُحتلة في ظل إصرار سلطات الاحتلال على حرمان الفلسطينيين من أبسط حقوقهم الإنسانية في الرعاية الصحية اللازمة.
وتحرص جامعة الدول العربية على إحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني سنوياً تأكيداً على مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة للأمة العربية … ونوجه هنا رسالة تضامُنٍ وأمل للفلسطينيين بأن الظلم الذي وقع عليهم منذ أكثر من سبعين عاماً لن يدوم، وأن الاحتلال إلى زوال ككل احتلال آخر عرفه التاريخ.
لقد أثبتت التجارب، وبما لا يدع مجالاً للشك، أن أية محاولات للانقضاض على حقوق الشعب الفلسطيني وتجاهل مبادئ
القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية مآلها الفشل … وأن أي توجّه نحو فرض أمرٍ واقع أو طرح مُبادرات وخُطط لا تتماشى مع هذه المبادئ والأسس والمرجعيات الدولية لعملية السلام … القائمة على مبدأ الأرض مُقابل السلام ووفق رؤية حل الدولتين، ستنتهي وتُصبح من الماضي، وسيبقى الحق الفلسطيني ثابتاً لا يسقط بالتقادم أو بأي وسيلة أُخرى.
السيدات والسادة،
علينا جميعاً أن نتحمّل مسؤولياتنا تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة … والاستمرار في دعم المؤسسات الدولية العاملة في مجال الإغاثة وفي مُقدمتها وكالة الأونروا التي تُقدم خدماتها الانسانية في الرعاية الصحية والاغاثة والتعليم لأكثر من 5.5 مليون لاجئ فلسطيني.
إن هدفنا جميعاً يظل متمثلاً في تحقيق السلام العادل والدائم والشامل في المنطقة عبر الحل السياسي من خلال استئناف مفاوضات جادة ذات مصداقية وبإطار زمني مُحدد بإشراف دولي مُتعدد الأطراف، تحت مظلة الأمم المُتحدة، استناداً إلى القوانين والقرارات الدولية ذات الصلة ومُبادرة السلام العربية … ولعل دعوة الرئيس محمود عباس، رئيس دولة فلسطين، لعقد مؤتمر دولي للسلام مع بداية عام 2021 والتجاوب الدولي الواضح معها يمثل فرصة ينبغي اغتنامها من أجل أمن واستقرار المنطقة.
السيدات والسادة،
في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني نوجّه تحية إعزاز وإجلال وإكبار إلى الشعب الفلسطيني المُناضل الذي يضرب أروع الأمثلة في الصمود، وفي قوة الإرادة الحُرّة والإصرار على استعادة حقوقه المشروعة في دولته المُستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية … كما نوجّه تحية تقدير إلى كل الدول والشعوب التي وقفت إلى جانب النضال العادل للشعب الفلسطيني في وجه مُمارسات الاحتلال الاستيطانية التوسعية، وخاصةً وقفة العالم المُشرّفة من مُخططات الضم الإسرائيلية … ونوجّه التحية إلى كل المتُضامنين مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة في كافة أنحاء العالم، على شجاعتهم وانتصارهم للحق الفلسطيني ونُبل ما يقومون به من عمل إعلاءً للقيم النبيلة في الحرية والعدالة..