أنقرة – (زمان التركية) – كشف نقيب سابق بالقوات الخاصة في الجيش التركي، عن تزويد حكومة حزب العدالة والتنمية المناطق الساخنة في آسيا وأفريقيا بكميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة بشكل غير قانوني.
النقيب السابق نوري جوكهان بوزكير، الذي يحاول الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إعادته من أوكرانيا لمحاكمته، يقول إنه فصل تعسفيا من القوات المسلحة من قبل أنصار أردوغان.
بوزكير الذي فرضت السلطات الأوكرانية عليه الإقامة الجبرية لاستمرار محاكمته بطلب من تركيا والشرطة الدولية، كشف في مقابلة مع صحيفة “سترانا” التي تعد إحدى المنصات الإخبارية الرائدة في أوكرانيا، عن عمليات السلاح المشبوهة التي شارك فيها بنفسه.
ويشير بوزكير إلى أنه تم نقل معدات ومواد غذائية وإمدادات إنسانية إلى البلدان التي تشهد صراعات مسلحة مثل جورجيا وإيران وأفغانستان والبوسنة والهرسك وأذربيجان.
وأوضح بوزكير أن القبائل التركمانية في سوريا كانت من بين أبزر المستفيدين، ففي عام 2012، عندما تحولت النزاعات الداخلية في سوريا إلى حرب مفتوحة، أشرف بوزكير على تزويد السوري خليل حرميد، القائد الميداني للجماعات التركمانية بالسلاح.
وحول واقعة شاحنات المخابرات المليئة بالسلاح التي كانت في طريقها إلى سوريا قبل ضبطها وفضح الأمر عبر وسائل الإعلام عام 2014، أفاد بوزكير أن تلك الشاحنات نقلت إلى أوكرانيا.
يذكر أن أردوغان كان اتهم كل من شارك في عملية استيقاف شاحنات المخابرات التركية من أفراد الشرطة والمدعين العامين بالانتماء إلى ما سماه الكيان الموازي وقام باعتقال جميعهم في فترات مختلفة.
وقال العسكري السابق، إنه في البداية كان يتم إرسال الأسلحة الصغيرة والذخيرة، ولكن بعد ذلك تم إرسال أنظمة الصواريخ المحمولة والمتفجرات وقطع غيار الأسلحة.
وكشف بوزكير أن أموال الأسلحة، كانت تأتي من قطر في حاويات، حيث أرسلت الدوحة 7 حاويات مليئة بالدولارات إلى تركيا، وبعدها تم نقلها لقاعدة عسكرية، مؤكدا أنه لو لم يرَ المشهد بنفسه لما صدق، ونشر مقطع فيديو يظهر الحقائب المحتوية على الدولارات القادمة من قطر.
وأضاف بوزكير، الذي اشترى أسلحة من أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى، نيابة عن تركيا في الفترة من 2012 وحتى 2015، أنه نقل الأسلحة القادمة من دول حلف وارسو ورابطة الدول المستقلة إلى سوريا.
وقال بوزكير إن الشحنة تتراوح بين مليوني وأربعة ملايين دولار، وإن المدفوعات لتجار الأسلحة تمت نقدًا وأنهم أخذوا الأموال إلى الخارج بمساعدة المخابرات التركية من خلال حقائب كبيرة.
وتابع أنه خلال الفترة من 2012 وحتى 2015، تم عقد 49 صفقة سلاح لصالح تركمان في سوريا، وكان يتم وضع الأسلحة في صناديق وفوقها الخضروات والفاكهة.
وكان بوزكير البالغ من العمر (45 عامًا) قد فصل من عمله كنقيب في القوات الخاصة بالجيش التركي، بتهمة انتمائه لعصابة “ساوونا” المرتبطة بتنظيم “أرجنكون” المؤلف أعضاؤه بشكل أساسي من العسكريين في الخدمة والمتقاعدين، وأصدرت النيابة العامة في أنقرة قرارًا بضبطه وإحضاره وإصدار مذكرة حمراء في حقه لدى الإنتربول، بتهمة انتمائه إلى عصابة ساوونا الإجرامية.
ويبدو أن أردوغان كان يريد استغلاله في إعادة فتح ملف وتحقيقات تنظيم أرجنكون -الدولة العميقة- لصلته بأعضاء بارزين تابعين لهذا التنظيم، كما أنه يعد أحد أبرز المتهمين باغتيال المؤرخ التركي الدكتور نجيب هامبلميت في عام 2002.
ومع أن بوزكير تمكن من الفرار إلى خارج تركيا، ولكن تم اعتقاله في عملية نظمتها المخابرات الأوكرانية في منطقة جولوسيفسكي بالعاصمة كييف في 10 يوليو 2019، بعد مذكرة توقيف أصدرها المدعي العام في أنقرة ظافر أرجون والنشرة الحمراء للإنتربول، ثم تم وضع بوزكير قيد الإقامة الجبرية من قبل المحكمة الأوكرانية بأصفاد إلكترونية بعد 3 أشهر من بقائه في السجن. ثم تقدم محامو بوزكير بطلب لجوء سياسي إلى السلطات الأوكرانية، وهو الأمر الذي يمنع في الوقت الراهن من تريحله إلى تركيا بطلب من أردوغان، لإسكاته نظرًا لأنه يعتبر “الصندوق الأسود” لتجارة السلاح الممنوعة له، بحسب مراقبين.