أنقرة (زمان التركية) – كشف شاب تركي، عن قصته المأساوية، حيث رغم حصوله على الدكتوراة ودراسته لمدة 24 عاما، لا يجد عملا، بسبب سياسة التوظيف غير العادلة، وبالتالي قرر بيع بذور اليقطين في الشوارع.
تحدث شاب تركي لبرنامج ميداني تقدمه قناة “يني تشاغ” التركية، قائلا إنه حصل على الدكتوراة، بعد أن درس لمدة 24 عاما، إلا أنه لم يتمكن من الحصول على وظيفة، مشيرا إلى أن خريجو المدارس الابتدائية في تركيا يصبحون رؤساء أو نواب أو مناصب أخرى، بينما خريجو الجامعات والحاصلون على الدكتوراة لا يجدون وظيفة.
وأوضح الشاب التركي، أن حالته ليست على ما يرام، متسائلا: هل تعتقد أن هذا عادل؟
وتابع الشاب: لا يعطون الوظائف للشعب، اليوم سيغرق الاقتصاد، وغدا ستغرق المؤسسات الأخرى.
وأشار الشاب إلى أنه قدم في العديد من الوظائف ولكن دون جدوى، فقرر في النهاية بيع بذور اليقطين بشرفه، مؤكدا أنه لن يسامح في حقه، حيث يتم منح الوظائف للأشخاص ذوي العلاقات السياسية.
وفي السياق ذاته انتقد مدير السياسات التعليمية بحزب المستقبل التركي، يوسف ضياء أوزجان، سياسة “الولاء” التي تتبعها حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم من أجل التوظيف.
وذكر أوزجان أن الحكومة التركية ترفض تعيين أي شخص لا ينتمي لحزب الرئيس رجب أردوغان، قائلا: “أصبح الانضمام للحزب الحاكم عنصر مؤثر في مقابلات التوظيف. كيف سيدفعون ثمن كل هذا القدر من الظلم. ستلاحقهم صرخات المسلوب حقهم في الدنيا والآخرة”.
سننهي هذه المهزلة
وعبر تويتر نشر أوزجان تغريدة تعجب فيها من اضطرار حتى المدرسين للخضوع لمقابلة توظيف، قبل التعيين، قائلا: “ماذا تنتظرون؟ من يتم تعيينهم هم أنصار حزب العدالة والتنمية والمؤهلات المطلوبة للتوظيف هو مناصرة الحزب. الأمر الوحيد الذي يثير غضبي هو تعيين غير الأكفاء الذين لا يستحقون المناصب عوضا عن تعيين من يستحقون المناصب من بين أنصار الحزب. هذا الوضع مرفوض، وسينهي حزب المستقبل مهزلة المقابلات هذه. سيتم تعيين أصحاب الكفاءات والمستحقين، وإلا فلن ينصلح حال هذا البلد. من يمارسون الظلم عبر مقابلات التعيين سيدفعون ثمن ظلمهم هذا عندما يحين الوقت”.
ويتجاوز عدد العاطلين عن العمل في تركيا أربعة ملايين شخص وفق الإحصاءات الرسمية.
الظلم أصبح لا يُحتمل
وأفاد أوزجان أن ظلم العدالة والتنمية بشأن التوظيف أصبح لا يحتمل وأنه يتوجب على الشعب وضع حدا لهذا الظلم وإنهاء توظيف القائمين على الحكم لأنصارهم في المناصب، قائلا: “وإلا ما الفرق بين من يسرقون الأسئلة من مركز الاختيار والتوطين الطلابي ومن يسلبون أصحاب الكفاءات حقهم خلال مقابلات التوظيف؟” في إشارة إلى مزاحعم حكومة العدالة والتنمية أن حركة الخدمة كانت تسرب أسئلة المقابلات الشخصية للموظفين الجدد من أجل تعيينهم.
وخلال فترة فرض حالة الطوارئ في تركيا منذ انقلاب يوليو 2016 وحتى يوليو 2018، تم فصل أكثر من 130 ألف موظف بشكل تعسفي من عملهم، وتم استبدالهم في القطاعات الحساسة بآخرين موالين لحزب العدالة والتنمية.
–