بقلم هيثم السحماوي
القاهرة (زمان التركية) – منتدى شباب العالم يقيمه سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي القائد العظيم رئيس جمهورية مصر العربية، ويحرص على إقامته كل عام كقناة وفرصة عظيمة للحوار بين مختلف الأجيال من المصريين والأجانب للتحاور وتبادل الأفكار والرؤى. وفي إحدى جلساته في نسخته التي أقيمت عام 2017 كانت هناك جلسة نقاشية عن هذا الموضوع الهام (الحوار بين الأجيال والحوار بين الأجيال يساعد الأمم على التقدم ويسد الثغرات والفجوات بين الأجيال والمجتمعات المختلفة، كما أنه يساعد على إذابة الحواجز الثقافية ويؤدي إلى تجنب ما يسمى بالصراع بين الأجيال.
ونجاح هذا الأمر يرتبط بمفاهيم وقيم أخرى منها مسألة الانتماء لدى الشباب وفي ذلك يقول العالم المصري الدكتور وسيم السيسي (أن الانتماء أولا ينبغي أن يكون من الأكبر للأصغر يليه الانتماء من الأصغر للأكبر، ومن الدولة للمواطن يليه الانتماء من المواطن للدولة، فالانتماء والحوار متبادل ومن الجانبين، وإذا كانت هناك مسؤولية في هذا الحوار فثمانون في المائة منها علي الأكبر سنا والأكثر خبرة، وهنا قيمة عظيمة ينبغي الحرص عليها تعتبر أغلى قيمة في حياتنا وهي قيمة الحب، فالحب أولا وأخيرا، فلا يمكن أن ينجح أحد سواء حاكم مع شعبه أو طبيب مع مرضاه أو والدين مع أبنائهم إلا إذا كان هناك حب متبادل من الجميع).
ومن الحلول العملية لتجنب مسالة الصراع بين الأجيال الاهتمام بفكرة بناء جسور مشتركة بين المختلفين في الأعمار والأدوار والمسؤولية، وأيضا إنشاء لغة حوار مشتركة بين الآباء وأبنائهم تقوم على الاحتواء والاحترام المتبادل.
وهنا أهمية كبيرة لإدراك الآباء بأن ما عليهم هو التربية والتوجيه والإرشاد لا التحكم واستنساخ نماذج مطابقة لهم في كل شيء، فالأبناء هم أشخاص لا بد وأن يكون لديهم أفكارهم وشخصياتهم وحسناتهم وسيئاتهم. وينبغي أيضا أن تقوم عملية التوجيه لهم بالطرق البعيدة عن الخوف والترهيب.
وهنا تقول الدكتورة هدى زكريا أستاذ علم الاجتماع (إن المجتمع يعيد ويجدد نفسه عن طريق الإنجاب وعلينا أن نعترف بأن التجديد هو سمة الأجيال القادمة، وفي بعض الأحيان تهاجم مؤسسة الكبار هذا التجديد. بسبب عدم وجود مساحة زمنية لديهم لتوقف دورهم تجاه أولادهم.
وهذا بخلاف المجتمعات الغربية فلقد نجحت إلى حد كبير في عمل حدود للأدوار.
ومن أفضل الأمثلة العملية على تحقيق الحوار بين الأجيال بصورة حضارية مبنية على القيم والأخلاق ما يقوم به سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي على مستوى الدولة المصرية من خلال منتدى شباب العالم الذي يتحاور فيه مختلف الأعمار مع بعضهم البعض من المصريين والأجانب، تناقش فيه مختلف الأفكار والرؤي، يعبر فيه الشباب عن طموحاتهم وتطلعاتهم للمستقبل كما يريدونه، ويعرض فيه الكبار وأصحاب الرؤى أفكارهم وتجاربهم.
ومن الملاحظات الهامة في هذه المنصات الحوارية بأنه يتم تقدير وجهات النظر والاستماع للآخر بجدية وعين الاهتمام، ولعل أفضل الأمثلة لذلك ما حدث في المؤتمر الذي كان بعنوان (قادرون على الاختلاف) أقيم هذا العام بحضور سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعندما تقدم أحد الطلاب واسمه مهند باقتراح لسيادة الرئيس أن يتم تدريس مادة للأخلاق واحترام الآخر حتى تكون ثقافة في المجتمع، حيث يعاني من السخرية منه ومن زملائه أصحاب الإعاقات من قبل الآخرين، وهنا كانت استجابة سيادة الرئيس سريعة وأصدر توجيهات سيادته لوزارة التربية والتعليم بأن يأخذ باقتراح الطالب مهند، وبالفعل قام هذا العام الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم باستقبال الطالب مهند وإهدائه أول نسخة من كتاب القيم الأخلاقية واحترام الآخرين، معلنا بأنها ستكون ضمن المواد الدراسية التي سوف يدرسها الطلاب.
ومثل هذه الثقافة والتحضر في الحوار بين الأجيال ينبغي أن تكون في مختلف المؤسسات (مؤسسة الأسرة، مؤسسة المدرسة والجامعة، مؤسسة العمل .. الخ في كل المؤسسات وعلى كل المستويات) حتى نستطيع أن نصل في النهاية إلى مجتمع سليم ومعافى من كل الأمراض الأخلاقية والمشاكل المجتمعية، قادر علي بناء الأمجاد وتحقيق التقدم والازدهار لوطنه.