باريس (زمان التركية)ــ شارك الآلاف في فرنسا بحملة تهدف لمقاطعة المنتجات التركية، في خطوة هدفها “ضرب موارد أردوغان المالية” وفق ما جاء في بيان.
ووقع على عريضة إلكترونية على موقع change.org أكثر من 12 ألف شخص حتى ظهر الأربعاء بينما المستهدف بحسب من أطلقوا الحملة 15 ألف توقيع.
العريضة هاجمت سياسات الرئيس رجب أردوغان الخارجية، ومساعيه لتعزيز العلاقات مع منظمات صنفتها “إرهابية”، مثل حركة “حماس” في فلسطين، وفصائل عسكرية مناوئة للحكومة في سوريا.
كما تأتي الحملة ردا على حملة أطلقها أردوغان لمقاطعة المنتجات الفرنسية، بسبب تصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حول الإسلام، وقال حينها أردوغان إن ماكرون يحتاج إلى فحص قواه العقلية، واستدعت باريس سفيرها في تركيا ردا على ذلك.
حتى لا يقطع رؤوسنا!
وقال مطلقوا الحملة في بيان “يستخدم رجب طيب أردوغان صراعه مع الرئيس ماكرون ملوحا بـ الإسلاموفوبيا لإلهاء شعبه عن الصعوبات الاقتصادية الشديدة التي تمر بها تركيا وانخفاض قيمة الليرة التركية يومًا بعد يوم. كان الرئيس أردوغان قد أثار بالفعل الكراهية ضد الفرنسيين والأوروبيين، داعيًا إلى العنف ضدهم. إذا استمرت أوروبا على هذا الطريق، فلن يتمكن أي أوروبي في أي جزء من العالم من السير في الشوارع بسلام. أوروبا سوف تعاني”.
كما جاء أيضا في البيان “في مواجهة هذه الأعمال العدائية وكمواطنين فرنسيين، من واجبنا الرد. يجب أن يكون رد فعلنا حازمًا وفعالًا. إذا عمل الإرهابيون بتمويل من تركيا، فالأمر متروك لنا لضرب موارد أردوغان المالية، حتى لا يكون قادرًا على قطع رؤوسنا”.
ودعا الرئيس أردوغان أواخر أكتوبر الماضي لمقاطعة المنتجات الفرنسية بسبب الرسوم المسيئة للرسول التي نشرتها مجلة شارلي إيبدو الفرنسية، وهجوم الرئيس إيمانويل ماكرون على الإسلام وقوله إنه دين في أزمة.
كما جاء في بيان حملة المقاطة: “بالتوقيع على هذه العريضة، نؤكد أننا لا ندعم سياسة أردوغان الخارجية، ونتعهد بعدم شراء منتجات صنعت في تركيا، حتى تتوقف عن تحريض المسلمين على كراهية المسيحيين”.
وقد حظرت أو حدت كل من السعودية وأرمينيا واليونان، من بيع منتجات تركية.
تركيا الخاسر الأكبر
وتشير البيانات الاقتصادية إلى أن صادرات تركيا إلى فرنسا خلال السنوات الخمس الأخيرة أكبر من وارداتها، ذلك بالرغم من التوترات المتصاعدة بين البلدين في الأشهر الأخيرة.
وكالة بلومبرج المتخصصة في الشؤون الاقتصادية تقول إن واردات تركيا من فرنسا تشهد تراجعًا ملحوظًا في السنوات الثلاث الأخيرة، بينما سجلت الصادرات التركية إلى فرنسا خلال عام 2019 أعلى معدل لها في السنوات الخمس الأخيرة.
وأكدت الوكالة في تقريرها أن الميزان التجاري بين البلدين في السنوات الأخيرة يميل لصالح تركيا.
التقارير الرسمية الصادرة عن هيئة الإحصاء التركية تتحدث عن بلوغ واردات تركيا من فرنسا خلال عام 2013 نحو 8.6 مليارات دولار، بينما تراجعت بحلول عام 2019 إلى 6.7 مليارات دولار.
في حين سجلت واردات تركيا من فرنسا خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري المزيد من التراجع، لتصبح 3.8 مليارات دولار، مقارنة بـ4.3 مليارات دولار خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
وبحسب تقارير وزارة التجارة التركية، فإن السيارات تأتي على رأس المنتجات الأكثر استيرادًا من فرنسا إلى تركيا، حيث بلغ حجم واردات تركيا من السيارات الفرنسية خلال عام 2019 نحو 1.8 مليار دولار.
وتشير التقارير إلى أن تركيا صدرت لفرنسا خلال عام 2015 منتجات وبضائع بقيمة 6.1 مليار دولار، وارتفع هذا الرقم بحلول عام 2019 ليصبح 8 مليارات دولار.
أما في الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري فقد تراجع الصادرت التركية إلى 4.2 مليار دولار، مقارنة بـ5.3 مليارات دولار في الفترة نفسها من العام الماضي.
وفيما يتعلق بدعوة أردوغان إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية، قال الاقتصادي التركي أمين تشابا إن إجمالي صادرات تركيا إلى فرنسا بلغ 7.9 مليار دولار بينما سجلت الواردات 6.8 مليارات دولار، مشددًا على أن مقاطعة المنتجات الفرنسية ستلحق ضررا بتركيا، وذلك في تغريدة نشرها عبر تويتر.
–