إسطنبول (زمان عربي) – تسعى أحزاب المعارضة في تركيا إلى إبقاء فضيحة الفساد والرشوة التي تورطت فيها الحكومة وتم الكشف عنها في 17 و25 ديسمبر / كانون الأول من العام الماضي حية في الأذهاب وتعريف الشعب بها عن طريق اللافتات التي تعلقها على واجهاتها بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لهذه الفضيحة.
غير أن محاكم الصلح والجزاء التي صارت تعرَف بـ”مشروع أردوغان للتستّر على الفساد” بدأت تصدر أحكامًا تخوّل قوات الأمن شن حملات دهم على مقرات أحزاب المعارضة في العديد من المحافظات لنزع اللافتات من أماكنها.
ووقعت إحدى هذه الحملات أمس الثلاثاء في منطقة زيتين بورنو بإسطنبول إذ تشير مصادر إلى أن فرع حزب الشعب الجمهوري في تلك المنطقة استخدم بكرات وعلّق لافتة تشير إلى فضيحة الفساد التي تورطت بها كوادر حكومية.
وبادر القائمون على الحزب إلى استخدام جهاز عرض (بروجيكتور) لتصوير عرض متعلق بفضيحة الفساد على ملصق أبيض وجرى عرض العبارة التي استخدمها الرئيس رجب طيب أردوغان قبل 15 عامًا حين قال “لو أصبحتُ غنيًا في يوم من الأيام فاعلموا أنني قد أكلت الحرام”. وسرعان ما حضرت فرق الشرطة إلى مقر الحزب وطلبت من القائمين عليه إنزال اللافتة غير أن القائمين على الحزب رفضوا تنفيذ هذا الطلب.
لكن الشرطة حضرت إلى مقر الحزب أمس الثلاثاء ، مجددًا، لكن هذه المرة كان معها حكم صادر عن المحكمة إذ أصدرت محكمة الصلح والجزاء الثالثة في منطقة باكيركوي حكمًا بمصادرة نظام البكرات المعلق عليه اللافتة الإلكترونية ولافتة الحزب.
وكان القرار يحمل توقيع القاضي شهسوار كوتشاك. وجاء القرار على النحو التالي: “بعد الاطلاع على التفاصيل الخاصة باللافتات المستخدمة في مقر حزب الشعب الجمهوري في منطقة زيتين بورنو بإسطنبول عثرنا على أدلة إدانة قوية، وعليه أصدرنا حكمًا بالتصديق على مصادرة هذه اللافتات والأجهزة المستخدمة لتعليقها بمقتضى المادة العاشرة من لائحة عمليات التفتيش القضائي والمنعي، والمادة 127/3 من قانون العقوبات”.
وأعرب القائمون على مقر الحزب عن رد فعل غاضب إزاء ما حدث، ولم يسمحوا لقوات الشرطة بفك اللافتة ومصادرة جهاز البكرات الخاص بها.
من جانبه، ثمّن رئيس الحزب كمال كيليتشدار أوغلو الوضع عبر تغريدة نشرها على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي تويتر؛ إذ قال: “يعرفون الجرائم التي ارتكبوها ولذلك يخافون منها. ودليل ذلك الحملة التي شنتها الشرطة على مقر حزبنا في زيتين بورنو. لكننا لن نصمت وسنظل ننعت اللص بصفة السرقة!”.
أما رئيس فرع الحزب في زيتين بورنو باربروس دوغروئيل فقال: “أرادت الشرطة فك نظام البكرات الذي نستخدمه منذ أربع سنوات لتعليق اللافتات وأنظمة العرض إذ اعتبرته عنصرًا للجريمة. لكننا لم نسمح ولن نسمح لهم بتنفيذ هذا الحكم الجائر”.