(زمان التركية)ــ أعلنت السلطات الفرنسية اليوم الاثنين أنها قررت حلّ حركة “الذئاب الرمادية” القومية التركية المتطرفة، التي يمثلها في تركيا حزب الحركة القومية، حليف حزب العدالة والتنمية الحاكم.
وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان قال إن حكومته ستتخذ خلال جلسةٍ لمجلس الوزراء يوم الأربعاء القادم قرارا بحلّ حركة “الذئاب الرمادية” القومية التركية المتطرفة.
وتأتي الخطوة في أعقاب الصدامات التي وقعت مؤخرًا بين الجاليتين التركية والأرمنية في ديسين-شاربيو قرب ليون شرق فرنسا، وكتابة عبارة “الذئاب الرمادية” ليلة السبت الماضي على نصب تكريمي لضحايا الإبادة الأرمينة المزعومة على يد الأتراك في أواخر العهد العثماني وبدايات تأسيس الجمهورية التركية والمركز الوطني للذاكرة الأرمنية بالقرب من ليون.
يذكر أن حركة “الذئاب الرمادية” تواجه عديدًا من الاتهامات، في مقدمتها قتل 100 علوي في السبعينيات، وارتكاب مجزرة تقسيم سنة 1977 التي راح ضحيتها أكثر من 100 شخص، إلى جانب لعب دور في محاولة اغتيال البابا يوحنا بولس الثاني.
وتوافق طريق نظام أردوغان مع هذه الحركة المتمثلة في حزب الحركة القومية بقيادة دولت بهجلي عندما فشل حزب العدالة والتنمية في الحصول على الأغلبية اللازمة لتشكيل حكومة منفردة عقب انتخابات 7 حزيران 2015 بعد نجاح الأكراد إلى دخول البرلمان بـ80 عضوًا، حيث شكل الحزبان تحالفًا وأعادا الانتخابات في الأول من نوفمبر العام ذاته لتعود الحكومة إلى حزب أردوغان مجددًا.
ثم بدأ القوميون بقيادة بهجلي والإسلاميون بقيادة أردوغان يوجهون عمليات ضد الأكراد في الداخل التركي وسوريا، فضلاً عن أنهم بدؤوا يستخدمون امتداداتهم الأيديولوجية (القومية والإسلامية) في منطقة الشرق الأوسط والقارة الأوروبية والعالم أجمع لتحقيق أطماهم وأهدافهم.
التوجه القومي والإسلامي للنظام التركي في السياسة الخارجية أدى إلى ظهور مشاكل بين تركيا وجميع دول العالم بسبب أن مبادئ الحركة تقوم على العداء الواضح للأرمن والأكراد والعمل على إعلاء قيمة العرق التركي على ما سواه.
وتصاعد الخلاف مؤخرا بين فرنسا وتركيا على نشر مجلة شارل إيبدو الفرنسية رسما كاريكاتوريا مهينا لأردوغان بعد أيام من دعوة الرئيس التركي لمقاطعة المنتجات الفرنسية، ووصفه الرئيس إيمانويل ماكرون بأنه مختل عقليا على خلفية تصريحاته ضد الإسلام.
–