إسطنبول (زمان التركية)ــ على الرغم من هطول الأمطار مؤخرًا، انخفض معدل الإشغال في السدود التي توفر المياه لإسطنبول إلى أدنى مستوى خلال السنوات العشر الماضية، وبلغ اليوم 29.79 في المئة، بنسبة أقل بكثير من الفترة التي حدث بها جفاف.
بينما كان معدل شغل المياه في السدود التي تزود إسطنبول بالمياه يوم 26 أكتوبر الماضي 30.89.
وفقًا لبيانات إدارة المياه والصرف الصحي في إسطنبول (ISKI)، النسبة الحالية لمعدل شغل المياه في السدود التي تزود المدينة بالمياه والبالغة 29.79 أقل بكثير من معدل الإشغال في السدود في عام 2014 عندما حدث الجفاف حيث كانت 35.17٪.
السدود والبرك التي تمد اسطنبول بالمياه يبلغ حجم تراكمها الأقصى 868 مليون و 683 ألف متر مكعب، بينما تبلغ كمية المياه 250 مليون متر مكعب.
وبحسب البيانات، يتم استهلاك ما معدله 3 ملايين متر مكعب من المياه يومياً في اسطنبول.
وكان معدل الإشغال في السدود في السنوات الماضية مثل هذا اليوم 2 نوفمبر، 59.29 بالمائة في عام 2011، و 48.82 بالمائة في عام ، و43.61 بالمائة في عام 2013، و35.17 بالمائة في عام ، و69.13 بالمائة في عام 2015 وكانت 37.82٪ في 2016، و55.52٪ في 2017، 49.98٪ في 2018، 41.92٪ في 2019، ثم 29.79٪ في 2020.
تحذير
وكانت بلدية إسطنبول الكبرى، دعت مطلع الشهر الماضي أهالي المدينة وساكنيها لترشيد استهلاك المياه، مع التحذير من وجود انخفاض غير مسبوق في مخزون المياه بالمدينة.
المتحدث الرسمي باسم بلدية إسطنبول مراد أونجون أوضح أن الصور الفضائية والجوية لخزان سد “ألمالي”، كشفت أن مستوى المياه في خزان السد تراجعت إلى 38.65%، بينما كانت عند المستوى عند 39.9% قبل أيام، حسب البيانات الصادرة عن إدارة المياه والصرف الصحي في إسطنبول.
وأشار إلى أن هذا المستوى هو الأقل في السنوات الخمس الأخيرة، محذرًا من أن الانخفاض مقلق للغاية.
حسب البيانات المعلنة من قبل إدارة المياه والصرف الصحي في إسطنبول، فقد تم تسجيل مستوى المياه عند 36.71% فقط، لتكون بذلك أقل من الشهر نفسه من العام الماضي بنحو 17.04%.
المتحدث الرسمي باسم بلدية إسطنبول الكبرى، أونجون أوضح أن درجات الحرارة هذا العام أعلى من المعدلات الطبيعية، وأن الأمطار تراجعت هذا العام بنحو 60%.
وقال في تغريدة على تويتر: “علينا الاهتمام بترشيد استهلاك المياه عند الاستخدام، دون التقصير في تدابير النظافة الشخصية”.
وفي سبتمبر الماضي، على خلفية الأنباء المتداولة حول احتمالية معاناة إسطنبول من مشكلة بالمياه، دعا رئيس شعبة حزب السعادة في إسطنبول، عبد الله سفيم، وزير الموارد المائية السابق، فيصل أر أوغلو، إلى الرد عن ما سبق ونفاه خلال توليه الوزارة.
وعبر تويتر طالب سفيم في تغريدة الوزير السابق بالتعليق عن الأمر وذلك بعدما كان قد صرح أثناء شغله منصب وزير الموارد المائية أن تركيا لن تعاني من مشكلة في المياه حتى عام 2071.
وخلال تغريدته اقتبس سفيم الخبر الذي نشرته صحيفة صباح بعنوان “المياه تدق ناقوس الخطر” قائلا: “هذا الخبر مهين لفيصل أر أوغلو الذي جعل إسطنبول تتنفس الصعداء لبرهة من مشكلة المياه من خلال سدود مالان واسترانجالار”.
ووجه سفيم كلمة إلى أر أوغلو قائلا: “أدعو السيد أر أوغلو باعتباره الوزير السابق للشؤون المالية ..إلى الكشف عن وضع المياه في إسطنبول. وبحلول أي عام سيتم حل مشكلة المياه؟”.
يُذكر أن أر أوغلو كان قد أدلى بتصريحات على قناة سي إن إن التركية في عام 2018 أثناء توليه منصب وزير الدولة للغابات والشؤون المائية ذكر خلالها أن تركيا لا تعاني من خطر الجفاف في عام 2018.
وقال الوزير السابق أر أوغلو: “نحن على وشك الانتهاء من سد مالان. عندما يتم الانتهاء منه لن تعاني تركيا من مشكلة في المياه حتى عام 2071. فليستخدم سكان إسطنبول المياه بكل راحة وسهولة لكن عليهم ألا يسرفوا في استهلاكها”.
وخلال إجابته عن سؤال مقدم البرنامج آنذاك عما إن كانت تصريحاته هذه تخص إسطنبول فقط أكد أر أوغلو أن تصريحاته هذه تعني تركيا بأكملها.
تصدعات السدود
وأواخر العام الماضي عرض عمدة بلدية إسطنبول الكبرى، أكرم إمام أوغلو، صورًا للتصدعات المخيفة التي ظهرت في جسم سد “ميلين” في بلدة كوجالي الواقعة بين مدينتي إسطنبول وسقاريا.
إمام أوغلو أوضح أنه عقد لقاءً فير ديسمبر الماضي بين المدير العام لشركة المياه والصرف الصحي في إسطنبول والإدارة العامة لشؤون المياه، مشيرًا إلى أنه أصدر تعليمات بحل الأزمة في أسرع وقت ممكن.
İBB Meclisi’nde Başkan Ekrem İmamoğlu; Melen Barajı’nın çatlaklarla dolu fotoğraflarını paylaşarak projedeki yanlışı gözler önüne serdi. İSKİ aracılığıyla DSİ ve Bakanlık'tan projenin düzeltilmesi için kaynak ayrılmasını talep edildiğini ancak bütçe tahsis edilmediğini paylaştı. pic.twitter.com/GVyTQOb9w7
— Murat Ongun (@Mrt_Ongun) December 9, 2019
وكان الرئيس رجب أردوغان تحدى إمام أوغلو بحل أزمة المياة في إسطنبول، قائلًا: “لم يتبقى لإسطنبول مياه تكفي سوى ثلاثة أشهر فقط، أرنا ماذا ستفعل؟”، في خطوة اعتبرت محاولة من أردوغان لتقويض جهود إمام أوغلو.
وأبرز إجراء اتخذه أردوغان عقب فوزه برئاسة بلدية إسطنبول عام 1994 هو حل مشكلة المياه بالمدينة، ويواظب الرئيس التركي على التذكير بتلك الأيام كلما سنحت الفرصة.
إمام أوغلو أوضح أن سبب التصدعات في سد ميلين هو الخطأ في الإنشاءات، لافتًا إلى أنه طلب من المدير العام لشركة المياه والصرف الصحي بإسطنبول توفير الموارد اللازمة لتعديل المشروع في عام 2020.
– Sn. Cumhurbaşkanı 'İstanbul'un 3 ay suyu kaldı' dediği ana kadar…
– Melen konusunu ondan sonra açtım.
(Fotoğrafları gösteriyor)
– 15-20 metrede bir bu çatlaklar var..
– Yanlış bir statik tercih…
İBB Başkanı Ekrem İmamoğlu, fotoğrafları gösterdi. pic.twitter.com/O5ZiqpveGe— Nihal (@1923nb) December 9, 2019
ولفت رئيس بلدية إسطنبول إلى أن تكلفة الإصلاحات رفضت الحكومة تحملها، وقال: “لم يتم تخصيص ميزانية لإنشاءات المشروع. نفقات وتكلفة إصلاح السد ستدفعها إدارة المياه في المدينة، أي أهالي إسطنبول أنفسهم”.
–