إزمير (زمان التركية) – فتح الزلزال العنيف الذي تعرضت له ولاية إزمير يوم الجمعة الماضي ملف المباني المخالفة، التي حصلت على إعفاء بموجب مشروع “السلام العقاري” الذي طرحه الحزب الحاكم.
المشروع أطلقه حزب العدالة والتنمية في عام 2018، حيث بلغ عدد المباني المخالفة التي حصلت على الإعفاء 811 ألفًا و453 مبنى.
مشروع “السلام العقاري” هو برنامج أطلقته وزارة البيئة والتخطيط العمراني في عام 2018، وذلك للتصالح مع المباني المخالفة للشروط والمعايير الخاصة للبناء، والتي شيدت قبل 31 أكتوبر/ كانون الأول 2017.
واستفاد من البرنامج نحو 10 ملايين و79 ألف مواطن في عموم تركيا، أو بمعنى أن أكثر من 10 ملايين وحدة سكنية مخالفة باتت مقننة.
مدينة إسطنبول جاءت على رأس المدن الأكثر احتضانًا للمباني المخالفة بعدد مليون و747 ألف وحدة، ثم إزمير في المركز الثاني بعدد 811 ألفًا و452 وحدة.
أما داخل مدينة إزمير نفسها فقد جاءت بلدة بورنوفا كأعلى نسبة مخالفات بلغت 15.9%، وهي الأكثر تضررًا بالزلزال حاليًا، وتلتها بلدة بوجا بنسبة 10.9%، ثم كاراباغلار بنسبة 7.8%.
بلدة بورنوفا التي كان لها النصيب الأكبر من أضرار الزلزال، تبين أنها تضم وحدها نحو 34 ألف وحدة سكنية مخالفة، أما بلدة سفري حصار فتضم نحو 24 ألف وحدة مخالفة.
وارتفع عدد ضحايا زلزال إزمير غرب تركيا، الذي وقع الجمعة بقوة 6.9 درجة على مقياس ريختر، إلى 55 فقدوا أرواحهم، فيما بلغ عدد المصابين جراء الزلزال 896 شخصا.
أردوغان يحمل “نظام الوصاية” مسؤولية خسائر زلزال إزمير!
ورغم مشروع “السلام العقاري” حمل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان “نظام الوصاية” الكمالية، الخسائر في الأرواح التي تسبب بها زلزال إزمير غرب تركيا، يوم الجمعة الماضي .
أردوغان بالرغم من سيطرته على حكم البلاد منذ 18 عامًا، إلا أنه قال في تصريحاته: “إن إنشاء مبانٍ مقاومة للكوارث أحد المجالات التي أهملتها عقلية نظام الوصاية” ذلك رغم أن اردوغان يتفاخر منذ سنين بأنه من قضى على نظام الوصاية في البلاد.
تصريحات أردوغان جاءت خلال مؤتمر حزبه في مدينة فان الواقعة في شرق البلاد، قائلًا: “لقد تحرك على الفور الوزراء ونواب البرلمان وجميع مؤسساتنا والهلال الأحمر وهيئة الكوارث والطوارئ، فور حدوث الزلزال لنجدة إخوتنا في إزمير. سنقوم بإنشاء مبانٍ جديدة للمواطنين الذين هدمت بيوتهم، وسنسلمها لهم في أقرب فرصة ممكنة”.
في السياق ذاته اعتبر الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي، مدحت سانجار، أن الغش والبناء في مناطق غير مناسبة هما الأسباب الرئيسية لخسائر الأرواح عقب زلزال إزمير.
مدحت سانجار قال السبت من مدينة إزمير المنكوبة: “الزلزال كغيره من الكوارث الطبيعية لا يقتل؛ وإنما ما يقتل هو الإهمال وعدم المراقبة وتدمير الطبيعة واللهاث وراء أرباح وريع البناء وغش المواد المستخدمة في الإنشاءات”.
وأوضح أن مدينة إزمير من 20 مدينة تقع على أخطر خط تصدعات وزلازل في العالم، قائلًا: “هناك تحذيرات بشأن اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة الزلازل في إزمير منذ سنوات. إلا أن الانتباه كله اتجه نحو إسطنبول؛ بينما تستمر المؤسسات المختصة والغرف ونحن أيضًا في التحذير من خطورة الأمر”.
–