القاهرة (زمان التركية) الإعلام هو قلب الحياة النابض بالتواصل مع الناس ومع السلطات، ومع الفنانين والمعجيين ، ومع الرياضة والمشجعين ، ومع الأحداث والمعارك والثورات والمؤتمرات وجموع الشعوب في بلاد العالم ليلا ونهارا ودون توقف ودون عطلة .
وقد صارت قنوات الاخبار – على اختلاف جنسياتها ولغاتها – علامات بارزة على طريق الإعلام يأتم بها الناس في حياتهم اليومية ويسترشدون بها في متابعتهم الحثيثة لمجريات الأمور في بلدهم وفي بلاد العالم . وصار مقدمو نشرات الأخبار أو قراء نشرات الأخبار المجيدون نجوما لامعة في بلاد عربية وفي بلاد أخرى كثيرة حولنا وفي مختلف بقاع العالم ،
حتى أن المرء ليقتطع من وقته الثمين لينتظر فقرات قناة اخبارية ما ويستمع إلى ما تقدمه وما تعرضه من تحليلات سياسية واقتصادية مطلعة ودقيقة ونافذة الى ما وراء الأحداث أحيانا وبجرأة حميدة .
كلنا يعلم ويرى – بطبيعة الحال – كيف اصبحت حركة وتطورات العالم سريعة خاطفة وخطيرة في بعض الأوقات ، بحيث صارت الأعباء المهنية عند الجميع تزداد كل يوم بثبات واطراد .
وبالتالي ، فعلي كل مهني أن يستجيب لتلك التطورات بتطوير نفسه وإمكاناته بسرعة كافية ، وخاصة اذا كان يعمل في مجال الإعلام والأخبار والتحليل السياسي والاقتصادي والمالي – ليس فقط لحساسية ما يتناول من مواد اخبارية ، ولكن لأنه يخاطب جمعوعا غفيرة ومتخصصة أيضا – وإلا وجب على المتقاعس عن تنمية قدراته والارتقاء بها أن يقبل بتراجع مركزه المهني وانخفاض فرصه في الترقي وتضاؤل دخلِه المادّيّ .
وربما وجب على العاجز عن اللحاق بمسيرة التقدم والتطور أن يرفق بنفسه وبالناس وأن يتحول بمهنته إلى مجال آخر .
أما الاستمرار في تقديم عمل أو خدمة غير ناضجة او تحتاج إلى مزيد من العمل ، فقد يعد هذا استهتارا غير مفهوم وغير مقبول ، بالمشاهد وبمجال العمل المقدم .
ومن مجالات التطوير اللازمة في المجال الإعلامي لغة العمل الإعلامي . إذ لا يقبل أن تكون أداة الاعلامي الرئيسية في تقديم عمله – وهى لغة التواصل مع المشاهدين – مشوبة بعيب قابل للاصلاح وللتدارك ، بينما يرى المشاهد العيب مستمرا باقيا دون اصلاح .
وكذلك ، فإنه من غير المقبول أن يخطئ الإعلاميون لغويا ويمضون في حديثهم إلى مشاهديهم دون اعتذار للمشاهدين المتابعين لهم . ومن غير المقبول أن يستمر المخطىء بشىء من التكبر والاستفزاز – عقب وقوعه في الخطىء اللغوي – بحرف العطف ( أو ) الذي يفيد الشك أو الابهام أذا دخل على الخبر ويفيد التخيير أو الاباحة أذا دخل على فعلي الأمر والنهي ، كأنما يطرح المخطىء على مشاهديه الخبر وضده ليقرروا لأنفسهم ويختاروا ما يريدون . والألبق بمن اخطأ أن يحسن الى امكاناته الكببرة بتعزيز مهاراته اللغوية وأن يعتذر – كما عهدنا من أوائل الاعلاميبن – ويلتمس من مشاهديه الكرام عذرا عند الخطأ ، ولا يوجد من لا يخطىء .