أنقرة (زمان التركية) – تساءل الكاتب الصحفي التركي مراد أوغلو، عما إن كان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ألغى صفقة طائرات الإيرباص الموقعة.
جاء ذلك على خلفية هجوم أردوغان على نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، وإطلاقه هذا الأسبوع حملة مقاطعة للمنتجات الفرنسية.
وعلى هامش زيارة أردوغان فرنسا عام 2018 تم توقيع مذكرة تفاهم مع شركة “إيرباص” لشراء 25 طائرة من طراز (A350-900).
وأشار مراد أوغلو في مقال بصحيفة سوزجو التركية، أيضا إلى الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها الأتراك، مفيدا أن دعوة أردوغان لمقاطعة فرنسا “استعراضية بشكل كبير لتزامنها مع تجاوز سعر اليورو 9.60 ليرة والدولار 8.28 وعجز المواطن التركي عن شراء المنتجات التركية”.
وذكر مراد أوغلو أن اهتمام أردوغان منصب على البضائع الفرنسية المستوردة في الوقت الذي تشهد فيه تركيا واقعا مختلفا، قائلا: “الحد الأدنى للأجور في تركيا بات يقدر بـ 240 يورو، وقيمة الليرة التركية تراجعت إلى أدنى مستوياتها. المواطن التركي شاء أم أبى يقاطع شتى أشكال البضائع منذ سنوات بسبب الفقر”.
كما تهكم الكاتب على توزيع الهلال الأحمر التركي خمس لترات من زيت عباد الشمس على المواطنين مقابل التبرع بالدم.
وفي السياق ذاته كان رئيس حزب الديمقراطية والتقدم علي باباجان، وصف إطلاق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حملة لمقاطعة المنتجات الفرنسية، يوم الإثنين الماضي بأنها بـ”أمور طفولية”.
وأوضح باباجان أن الحملة سيتم نسيانها بعد ساعات قليلة، قائلًا: “سينسى الأمر بعد 48 ساعة. إنهم يفعلون هذه الأمور كلما زاد موقفهم الداخلي سوءًا. في العولمة أي منتج لا يكون ملكًا لدولة واحدة. هناك منتجات ذات علامة تجارية فرنسية ولكن تنتج داخل تركيا. هل سنقاطع هذه المنتجات؟ مواطنونا هم من يعملون هناك. هذه أمور طفولية”.
ودعا الرئيس أردوغان لمقاطعة المنتجات الفرنسية بسبب الرسوم المسيئة للرسول، وهجوم الرئيس إيمانويل مماكون على الإسلام.
وتشير البيانات الاقتصادية إلى أن حملة مقاطعة البضائع الفرنسية التي أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ستضر تركيا اقتصاديًا أكثر من فرنسا.
وتشير البيانات الاقتصادية إلى أنه وبالرغم من التوترات المتصاعدة بين البلدين في الأشهر الأخيرة، إلا أن صادرات تركيا إلى فرنسا كانت في أعلى مستوياتها خلال السنوات الخمس الأخيرة.
وكالة بلومبرج المتخصصة في الشؤون الاقتصادية تقول إن واردات تركيا من فرنسا تشهد تراجعًا ملحوظًا في السنوات الثلاث الأخيرة، بينما سجلت الصادرات التركية إلى فرنسا خلال عام 2019 أعلى معدل لها في السنوات الخمس الأخيرة.
التقارير الرسمية الصادرة عن هيئة الإحصاء التركية تتحدث عن بلوغ واردات تركيا من فرنسا خلال عام 2013 نحو 8.6 مليارات دولار، بينما تراجعت بحلول عام 2019 إلى 6.7 مليارات دولار.
في حين سجلت واردات تركيا من فرنسا خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري المزيد من التراجع، لتصبح 3.8 مليارات دولار، مقارنة بـ4.3 مليارات دولار خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
وبحسب تقارير وزارة التجارة التركية، فإن السيارات تأتي على رأس المنتجات الأكثر استيرادًا من فرنسا إلى تركيا، حيث بلغ حجم واردات تركيا من السيارات الفرنسية خلال عام 2019 نحو 1.8 مليار دولار.
وتشير التقارير إلى أن تركيا صدرت لفرنسا خلال عام 2015 منتجات وبضائع بقيمة 6.1 مليار دولار، وارتفع هذا الرقم بحلول عام 2019 ليصبح 8 مليارات دولار.
أما في الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري فقد تراجع الصادرت التركية إلى 4.2 مليار دولار، مقارنة بـ5.3 مليارات دولار في الفترة نفسها من العام الماضي.
وفيما يتعلق بدعوة أردوغان إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية، قال الاقتصادي التركي أمين تشابا إن إجمالي صادرات تركيا إلى فرنسا بلغ 7.9 مليار دولار بينما سجلت الواردات 6.8 مليارات دولار، مشددًا على أن مقاطعة المنتجات الفرنسية ستلحق ضررا بتركيا، وذلك في تغريدة نشرها عبر تويتر.