باريس (زمان التركية) – أجمعت عدة صحف فرنسية على أن الأزمات الاقتصادية وتراجع الديموقراطية في تركيا من أبرز أسباب هجمات الرئيس رجب أردوغان على فرنسا.
وجاء في مقال للكاتبة ماري جيغو بصحيفة لوموند “Le Monde” اليسارية أن أردوغان يواجه أزمات متعددة داخليًا أبرزها زيادة وتيرة قمعه للأكراد وتدهور الأداء الاقتصادي بالإضافة إلى خروج فيروس كورونا المستجد عن السيطرة، مشيرة إلى أن هدف أردوغان الرئيس المتمثل في تشكيل جيل متدين ليقدم له الدعم، أصيب بالفشل الذريع.
الكاتبة قالت: “هجمات الرئيس التركي أردوغان على إيمانويل ماكرون، تكشف اقتصاده المتهالك الذي يواجه أزمة قوية، حتى وإن كانت هجماته هذه المرة على الساحة الدولية”.
الكاتبة أوضحت في مقال آخر أن السفارة التركية في باريس قدمت التعازي في واقعة مقتل المُعلم الفرنسي، إلا أن الإعلام التركي قدَّم الأمر على أنه “فاشية” و”إسلامفوبيا”.
أما صحيفة “Le Figaro” الفرنسية فقالت إن أردوغان يحتاج لافتعال المزيد من الأزمات، وأضافت: “أردوغان يفضل توجيه إهانات شخصية لأن ذلك يخدم أهداف سياسته: يريد جمع جميع أنصار التيار الإسلام السياسي ضد فرنسا، بصفتها الدولة ذات الألاعيب القذرة الأقوى في سوريا وليبيا وشرق المتوسط وقره باغ”.
واتهمت الصحيفة أردوغان بالعمل على تشتيت نظر الرأي العام عن الإخفاق في الديمقراطية والتدهور الاقتصادي، من خلال افتعال الأزمات.
وأكدت على ضرورة توحيد الصف في الديمقراطيات الغربية لمواجهة هذا التهديد؛ لأن فرنسا هي بلد الحريات ولن يكون أحد بعيدًا عن المساءلة.
أما مدير الأخبار الخارجية في صحيفة “Les Echos” الليبرالية، جاكويس هوبيرت رودير، فقد أوضح أن أردوغان يسعى لكسب التأييد الشعبي في الشارع التركي من خلال الهجوم على إيمانويل ماكرون، ويحاول تنصيب نفسه زعيمًا للإسلام، مؤكدًا أنها خطوة خطيرة.
بينما قالت صحيفة “Croix” الكاثوليكية إن أردوغان يسعى لإعادة تجميع داعميه من خلال دغدغة مشاعرهم القومية والدينية، وأضافت: “قيام أردوغان بذلك الآن ليس محض صدفة، وإنما الأوضاع الاقتصادية في تركيا مقلقة للغاية. وخفضت المؤسسات الائتمانية تصنيف بلاده. كما أن احتياطي النقد الأجنبي لديه في أقل مستوى له منذ تسعينيات القرن الماضي، فضلًا عن التطورات الأخيرة التي تشهدها سوريا”.
فيما أحدثت صحيفة شارلي إيبدو صدمة في الأوساط الرسمية التركية، بعد أن نشرت كاريكاتيرا ساخرا ومهينا في الوقت ذاته للرئيس أردوغان، وسارع المسئولون السياسيون لإدانة الصحيفة والهجوم عليها.
ودعا الرئيس أردوغان الإثنين لمقاطعة المنتجات الفرنسية بسبب رسوم مسيئة للرسول محمد نشرتها شارلي إيبدو، وهجوم الرئيس إيمانويل ماكون على الإسلام.
وتقول صحيفة الجارديان البريطانية إن الحرب الكلامية بين الرئيسين رجب طيب أردوغان وإيمانويل ماكرون تخدم أهدافهما السياسية.
الكاتب باتريك وينتور قال في مقاله بصحيفة الجارديان إنه “لدى كلا الرئيسين أسباب سياسية داخلية لمواصلة الاشتباك. يحتاج ماكرون إلى إظهار قدرته على تحدي التطرف الإسلامي مثل خصومه من اليمين. كما يتعرض أردوغان لضغوط عامة في بلاده ويحاول بشكل متزايد تقديم نفسه على أنه زعيم الحركة السنية في العالم الإسلامي”.
–