أنقرة (زمان التركية) – حذر الكاتب التركي في صحيفة “قرار” محمد أوجاكتان من خطورة اتهام أحمد محمد أونلو الشهير إعلاميا بـ “جوبالي أحمد” الجماعات السلفية بحمل السلاح.
وأكد أوجاكتان أن السلفيين ليسوا الهدف الفعلي لجوبالي أحمد المنتمي إلى طريقة إسماعيل آغا، وإنما “يستهدف العقول اللامعة التي تحاول تفسير الإسلام بلغة العصر الذي نعيش فيه”، أضاف أن جوبالي يحاول استهداف شخصيات مثل خبير تفسير القرآن الكريم البروفيسور بجامعة أنقرة “الدكتور مصطفى أوزتورك والأستاذ الدكتور علي كوسا” عميد كلية الإلهيات في جامعة مرمرة.
واتهم أوجاكتان الجماعة التي يتبعها جبالي أحمد بـ “المصنع” الذي ينتج عناصر إسلامية متشددة منتمية إلى تنظيمي القاعدة وداعش، وأضاف أنه يحاول إخفاء هذه الحقيقة من خلال الهجوم على السلفيين.
وذكر أوجاكتان أنه بالنظر إلى تقييمات منفذي انقلاب الثامن والعشرين من فبراير/ شباط عام 1997 والقوميين المتطرفين (الأوراسيين) الذين يعملون على ترويج جوبالي أحمد كزعيم رأي سيتكشّف الجهات المستهدفة من تصريحاته، متهما إياه بالتحول إلى مطية يمتطيها الأوراسيون ويحققون أهدافهم.
وأفاد أوجاكتان أنه عند النظر إلى محاولات الأوراسيين تشويه سمعة عموم المتدينين أثناء انقلاب 2016 عبر توظيف مشايخ صوريين، فإنه يتبين أن الهدف الفعلي لجوبالي أحمد ليس السلفيين إطلاقا بل هم المفكرون المعتدلون الذين يعملون على تناول الإسلام وتقديمه بلغة العصر الذي نعيشه، فعلى سبيل المثال تصريحاته التي استهدفت كلا من الأستاذ مصطفى أوزتورك وعلي كوسا تعد خير دليل على هذا الأمر”.
الشيخ ألب أرسلان كويتول مؤسس وقف الفرقان اعتبر تصريحات “جوبالي” تدل أن نظام الرئيس رجب أردوغان يخطط لاستكمال ما بدأه في أعقاب محاولة الانقلاب المدبرة في 2016، حيث استغلها في القضاء على حركة الخدمة، مؤكدًا أن الدور جاء الآن على كل الجماعات الإسلامية المعارضة الأخرى، وسيقضي عليها بدعوى أنها “جماعات سلفية إرهابية مسلحة”، مشيرًا إلى أنه سيكلف حليفه الصغير دوغو برينجك بتنفيذ هذه المهمة أيضًا، مثلما كلفه بتنفيذ حملات القضاء على حركة الخدمة في الفترة الماضية.
تصريحات الشيخ كويتول جاءت في بيان خطي نشره عبر موقعه الإلكتروني في إطار انتقاداته للمدعو “الشيخ جُبالي أحمد” أبرز قادة جماعة “إسماعيل آغا” الذي زعم أن “جماعات سلفية راديكالية” تتوجه للتسلح في تركيا، وأدلى بأقواله في هذا الصدد في مركز الأمن، محذرًا من أن هدف هذه التصريحات هو تحضير أذهان الرأي العام لقبول عمليات الفصل والاعتقال الجديدة التي سينفذها نظام أردوغان ضد من سيصنفهم ضمن المنتمين إلى الكيان السلفي الإرهابي المسلح المزعوم.
كيتول الذي تعرض للاعتقال أكثر من مرة منذ عام 2016 بعدما أعلن أن ما يسمى “الانقلاب الفاشل” هو انقلاب دبرته “الدولة العميقة” الأوراسية، لفت في بيانه إلى أن من الجماعات السلفية من ينشغلون بالعلم والعرفان فقط دون أن يقتربوا أبدا من السلاح، لكن هناك فئة هامشية منهم هي من تتعاطى بالسلاح وتسمى “الجماعة التكفيرية”، منوّهًا بضرورة التمييز بين المجموعتين.
وقال الشيخ كويتول في معرض تعليقه على علاقة جبالي أحمد بالبؤر العميقة داخل أجهزة الاستخبارات المحلية والدولية: “كيف له أن يعرف هذه المعلومات؟ ولماذا أنا لا أعرف؟ كيف لا يعرف أحد سوى جُبالي أحمد؟ إذا كانت هناك 150 مجموعة سلفية، و2000 جمعية تابعة لها، وأنها تتوجه للتسلح، على حد زعمه، إذًا أين هي الدولة؟ وأين الاستخبارات؟ يجب تغيير جهاز الاستخبارات التركي إذا كانت هذه الادعاءات صحيحة، وفصل جميع العاملين في الجهاز، وحساب المسؤولين في جهاز الاستخبارات أمام المحاكم إذا كانوا على علم بذلك ولم يتخذوا حتى اليوم أي تدابير تحول دون تسلّح تلك الجماعات”.
وتابع الشيخ: “غرض هذه الادعاءات هو التمهيد لاختلاق منظمة سلفية وإعلانها تنظيمًا إرهابيًّا مسلحًا -مثلما فعلوا مع حركة الخدمة من قبلُ- ومن ثم وصم كل الجماعات المعارضة به، وتنفيذ عمليات اعتقال ضد كل الجماعات حتى ولو لم يمسك أي فرد من أفرادها بالسلاح في حياته”.
وانتقد الشيخ كويتول جبالي أحمد، لحديثه عن “تسلح الجماعات السلفية” في الآونة الأخيرة، وتغاضيه في الوقت ذاته عن التصريحات العلنية التي يدلي بها قادة حزب العدالة والتنمية منذ عام 2016 ويدعون من خلالها أنصارهم إلى التسلح. حيث نقل الشيخ عن مستشار أردوغان السابق شرف مالكوتش أوغلو قوله: “يجب فتح المجال أمام تسلح الشعب بشكل قانوني لكي يتصدى لمحاولات انقلابية محتملة”، وكذلك نقل من رئيس بلدية أنقرة الأسبق التابع للعدالة والتنمية مليح كوكجيك قوله: “لقد أقبل أنصارنا على تسلح غير مسبوق، فإذا ما شهدت البلاد محاولة انقلابية جديدة فإنهم سيحاربون الانقلابيين بالأسلحة التي اقتنوها”.
ثم حذر الشيخ أردوغان والحكومة قائلا: “أقولها صراحة: حملات الفصل والاعتقال التي يخططون لإجرائها ضد كل الجماعات المعارضة بدعوى انتمائها إلى هذا الكيان السلفي المختلق ستتوجه في نهاية المطاف إلى حزب العدالة والتنمية نفسه أيضًا.. أحذركم من هنا: إن تهمة التسلح ستطالكم أيضا.
هؤلاء (الحليف الأصغر مجموعة برينجك الأوراسية) يخططون ضربكم أيضا من خلال ضمّكم إلى هذا الكيان السلفي المسلح في المحطة الأخيرة. ذلك لأنه عندما سيتحدث الرأي العام عن قضية تسلح جماعات سلفية فإنه من المؤكد سيتحدث أيضًا، وبالطريقة الأولى، عما فعله ويفعله أردوغان وحربه في هذا المضمار. فهم سيتهمون أردوغان قائلين: إنك من سمحت لهم بالتسلح، بل شجعتهم على التسلح، وإنك من قمت بحماية تنظيمي القاعدة وداعش!”.
–