أنقرة (زمان الخركية) – شكك رئيس حزب السعادة في تركيا، تامال كرم الله أوغلو، في إحصائيات الحكومة حول نسبة البطالة في تركيا، واتهمها بالخداع، كما وجه انتقادًا لرئيس حزب الحركة القومية دولت بهجلي.
كرم الله أوغلو أكد على ضرورة زيادة الحكومة من التدابير الأمنية داخل أقسام الطوارئ في المستشفيات التي تشهد كثافات مرتفعة، بعد تزايد حالات التعدي على الأطباء في المستشفيات خلال الأيام الأخيرة.
كرم الله أوغلو علق تصريحات دولت بهجلي التي هاجم فيها اتحاد الأطباء في تركيا، موضحًا أن هناك صعوبة في محاولة فهم عقلية النظام الحالي.
أما عن الأوضاع الاقتصادية فقد أكد أن معدلات البطالة المعلنة من قبل وهيئة الإحصاء التركية غير صحيحة، مشددًا على أن أعداد العاطلين عن العمل تتجاوز 10 ملايين مواطن.
وتشير الإحصاءات الرسمية إلى تسجيل 4 مليون و101 ألف عاطل عن العمل.
وذكر كرم الله أوغلو أن الليرة التركية تشهد انهيارًا تاريخيًا أمام العملات الأجنبية، وكذلك تسجل معدلات البطالة والديون الخارجية معدلات غير مسبوقة في تاريخ تركيا.
ووجه خطابا إلى الحكومة ينتقد فيها عدم الشفافية، قائلا: “عليكم أن تدركوا أنه لا يمكن أن تخرج تركيا إلى بر الأمان من خلال عمليات اختراق عقول الناس وشحن أذهانهم بمعلومات مضللة. لا يمكن للمريض أن يسترد عافيته بجرد رفع معنوياته لمدة محدودة”.
وخلال تصريحات تلفزيونية انتقد أمس رئيس حزب الديمقراطية والتقدم التركي، علي باباجان، أيضا الحكومة التركية وقال إنها لا تتعامل بشفافية مع ملف الاقتصاد، وأن المستثمرين لا يثقون في البيانات الرسمية، وقال إن الوزراء لا دور فعلي لهم في الحكومة.
واثناء مشاركته في برنامج على قناة (فوكس تي في) ذكر باباجان أن الحماس أمر مهم في الاقتصاد غير أن هذا لا يعني تزوير الواقع، قائلا: “الرئيس يتحدث عن تصاعد الاقتصاد التركي، لكن كيف سيشرح هذا الأمر للمواطن؟ هيئة الإحصاء التركية أعلنت نسبة التضخم عند مستوى 12 في المئة غير أن معدلات التضخم الفعلية أعلى من الأرقام الصادرة عن هيئة الإحصاء التركية، فمعدلات التضخم الفعلية تتراوح بين 30 و50 في المئة. لماذا سيستثمر المستثمر في تركيا بعد شعوره أن السلطات لا تقول الحقيقة وأن هيئة الإحصاء التركية لا تكشف عن معدلات التضخم الفعلية؟”.
وأضاف باباجان أن البطالة تشكل أكبر مشكلات تركيا، قائلا: “كيف ستحل مشكلة البطالة إن لم يتم الاستثمار في بلد يعاني من هذا القدر من البطالة. حتى وإن اتخذت السلطات الحاكمة الإجراءات الأصوب فإنها لن تتمكن من حل مشكلة البطالة لفترة طويلة. وأكبر المشكلات التي تعاني منها المنظومة التعليمية هو عدم اتخاذ الأشخاص الأكفاء للقرارات المتعلقة بها. لا يوجد نظام كهذا في تركيا”.
وذكر رئيس حزب الديمقراطية والتقدم أن الإدارة الحالية لتركيا أصبحت منعزلة عن الشعب ومنشغلة بالترويج لنجاحات وهمية وانتقد تبعية البنك المركزي للرئيس، قائلا: “أغلقوا على أنفسهم أبواب القصر ويحاولون رفع الثقة من خلال البيانات والإحصاءات. هذه جهود غير مجدية، فالمواطن يرى الحقائق واضحة. جميع البيانات انقلبت رأسًا على عقب منذ يونيو/ حزيران من عام 2018. السياسة المالية بلغت مرحلة خاطئة، لأن البنك المركزي لم يعد مستقلا”.
باباجان لفت إلى فقدان البنك المركزي 120 مليار دولار للإبقاء على سعر الدولار دون حاجز السبع ليرات، مفيدا أن احتياطي البنك المركزي بلغ هذه المرحلة لتحركه بناء على تعليمات الحكومة وأنه يتوجب على الحكومة رفع قبضتها عن البنك المركزي.
–