القاهرة (زمان التركية) – قال خبير سياسي مصري إن التقارب المصري اليوناني في مواجهة تركيا سيزداد قوة، مؤكدًا على قوة العلاقات بين أثينا والقاهرة تاريخية وقوية.
الخبير السياسي الدكتور عبد اللطيف درويش أكد أن العلاقات بين مصر واليونان قديمة، مشيرًا إلى أن اليونان دعمت مصر عند تأميمها لقناة السويس في منتصف القرن الماضي، بالإضافة إلى وجود 250 شركة يونانية عاملة في مصر مع وجود حجم تبادل تجاري بين البلدين بقيمة ملياري دولار أمريكي.
وأوضح أن مصر دولة قوية ومهمة في المنطقة وأن هذا السبب الذي يجعل تركيا تفشل في الاستفراد باليونان، مؤكدًا على ضرورة أن تعيد تركيا النظر في الخطوات التي قامت بها في الفترة السابقة.
وكان وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو قال الخميس الماضي خلال اللقاء التلفزيوني إن مصر ورغم العداوة بين البلدين لكنها لم تتعد على حقوق تركيا في الاتفاق البحري الموقع مع اليونان الشهر الماضي، وإن بلاده تتطلع لتوقيع اتفاق مماثل معها.
وهو التصريح الذي يتضارب، مع تصريح لوزارة الخارجية التركية، صدر عقب إعلان أثينا والقاهرة التوقيع على الاتفاقية البحرية، وقال إنها والعدم سواء، الأمر علقت عليه خارجية مصر في اندهاش، حيث استغربت مسارعة تركيا لرفض الاتفاقية دون الاطلاع على بنودها.
من جانبها اعتبرت الخارجية المصرية أن هناك عدم “مصداقية” في خطاب المسئولين الأتراك، يؤكده الإصرار على تناول الوضع السياسي في مصر من وجهة نظر سلبية، حتى عندما يتم الحديث عن السعي لإقامة علاقات بين البلدين.
الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد حافظ قال تعليقا على حديث وزير خارجية تركي مع قناة CNN TURK قبل ثلاثة أيام عن رغبة بلاده في إقامة اتفاق ترسيم حدود بحرية مع مصر.
وقال حافظ مستنكرا، إن اللقاء تضمن “تناولا سلبيا حول ما شهدته مصر من تطورات سياسية اتصالا بثورة 30 يونيو، بما يؤكد استمرار التشبث بادعاءات منافية تماما للواقع بهدف خدمة توجهات أيديولوجية”.
هذا، وقد أكد الناطق باسم الخارجية “الرفض الكامل لهذا النهج”، منوها إلى أن “الاستمرار في الحديث عن مصر بهذه النبرة السلبية، وفى نفس الوقت بهذا القدر من التناقض، إنما يكرس افتقار المصداقية إزاء أي ادعاء بالسعي لتهيئة المناخ المناسب لعلاقات قائمة على الاحترام والالتزام بقواعد الشرعية الدولية”.
وأمس الأول الجمعة أظهر الرئيس التركي رجب أردوغان تحولا كبيرا في موقفه من مصر على خلفية تطورات منطقة شرق المتوسط التي توترت فيها الأوضاع بسبب إصرار أنقرة على التنقيب عن النفط.
أردوغان الذي طالما هاجم القاهرة على مدار سبع سنوات؛ قال إنه لا مانع من لإجراء مفاوضات ولقاءات استخباراتية مع مصر، وأكد في تصريحات عقب صلاة الجمعة أن: “إجراء مفاوضات ومباحثات استخباراتية مع مصر أمر مختلف، وسنقوم به. لا يوجد مانع من أي جهة، ولكن اتفاقهم مع اليونان أحزننا”. في إشارة إلى إعلان ترسيم الحدود البحرية بين مصر وإيطاليا الشهر الماضي الذي سبق وقال أردوغان عنه إنه لا يعترف به.
–