أنقرة (زمان التركية) – أثار تبرير المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، لقاء رئيسها روبرت سبانو، المسئولين الحكوميين خلال زيارته إلى تركيا التي خلت من لقاء أي شخصية معارضة أو حقوية، غضب قطاع من الأتراك.
وكانت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قد ذكرت في بيانها بشأن لقاءات سبانو في تركيا أن اجتماع رؤساء المحكمة الأوروبية بالمسؤولين القضائيين والسياسيين في الدول الأعضاء بها إجراء روتيني.
كما أثار روبورت سبانو جدلا واسعا بقبوله الدكتوراه الفخرية من جامعة إسطنبول التي ارتبط اسمها بمراسيم الطوارئ، وذلك على الرغم من انتهاكات حقوق الإنسان التي تشهدها تركيا
من جانبه استنكر الناشط الحقوقي التركي كرم ألتي بارماك تصريحات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، واعتبر أنه لا يمكن لرئيس المحكمة الأوروبية عدم توقع أن لقائه مع الرئيس التركي الذي يحكم بلاده بقبضة من الحديد والنار، وأن زيارته لوصي معين على بلدية أقالت السلطة عمدتها المنتخب ديمقراطيا يضفي شرعية على ممارسات النظام وجهاز القضاء الواقع تحت سيطرته.
وكان سبانو قد أثار حالة من الجدل بحصوله على الدكتوراه الفخرية من جامعة إسطنبول التي فصل العديد من الأكاديميين بدعوى انتمائهم إلى حركة الخدمة.
والتقى سبانو محمود دميرتاش الذي تم تعيينه كوصي على بلدية مادرين “الكردية” بعد إبعاد رئيسها التابع لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي، أحمد ترك، عن منصبه، بجانب لقائه قضاة بارزين والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على هامش زيارته إلى تركيا.
وهذا الشهر أجرى رئيس المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، روبرت سبانو، زيارة إلى تركيا، وتعرض لانتقادات بسبب قصر زيارته على لقاء الرئيس رجب أردوغان والمسئولين الحكوميين.
ومن جهة أخرى شن الرئيس السابق لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي صلاح الدين دميرتاش، المعتقل منذ نحو أربعة أعوام، هجوما على المحكمة الأوربية لحقوق الإنسان.
صلاح الدين دميرتاش انتقد في حوار صحفي من سجنه مع صحيفة “فايننشال تايمز” الأمريكية، محكمة حقوق الإنسان الأوروبية بسبب تقييمها المتأخر لطلبات المعتقلين من أمثاله من السياسيين، مؤكدًا أنها فشلت في وقف استغلال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للمحاكم في تركيا لتحقيق مصالحه.
وأكد دميرتاش أن جميع حالات عزل رؤساء البلديات الأكراد من حزب الشعوب الديمقراطي، رغم انتخابهم وتعيين وصاة بدلًا منهم، غير قانونية، قائلًا: “لم يعد لدينا حتى فتات الديمقراطية”.
وأوضح أنه وغيره من المعتقلين السياسيين ينتظرون لسنوات حتى تصدر الهيئات الدولية ومحكمة حقوق الإنسان الأوروبية قرارًا بشأن حالاتهم، بالرغم من تأكيد المؤسسات الدولية وإثباتها عدم حيادية واستقلالية المحاكم والجهاز القضائي التركي، وقال: “محكمة حقوق الإنسان الأوروبية تستغرق وقتا طويلا للغاية حتى تصدر قرارا. وإن حكمت في النهاية بوجود انتهاك لحقوق الإنسان، فإن الحكم لا يترجم لنتائج مادية”.
وشدد دميرتاش على أن الشعب التركي هو من سيخلص تركيا من وضعها الحالي، وأن محكمة حقوق الإنسان الأوروبية يمكنها أن تدعم بقراراتها المناضلين من أجل التغيير في تركيا.
وخلال زيارته تركيا التي حصل فيها على الدكتوراة الفخرية من جامعة إسطنبول، وجهت باشاك دميرتاش، زوجة صلاح الدين دميرتاش دعوة إلى رئيس المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، لزيارة مدينة دياربكر جنوب شرق تركيا لمعرفة حقيقة الأوضاع في تركيا بعيدا عن الرواية الرسمية.
–