أنقرة (زمان التركية) – دعا صلاح الدين دميرتاش رئيس حزب الشعوب الديمقراطي الكردي السابق والمعتقل منذ نحو أربع سنوات، على ضرورة تحالف القيادات السياسية المعارضة وغض النظر عن أخطاء الماضي.
وأجاب دميرتاش عن الأسئلة التي طرحها عليه الكاتب الصحفي التركي المعروفة روشن شاكر الذي يطل على متابعيه عبر قناة على يوتيوب باسم ميديا سكوب (Medyascope).
وخلال إجابته عن سؤال حول عدم سماح السلطات بلقاء بناته في السجن، ذكر دميرتاش أن جميع السجون التركية تشهد مأساة إنسانية قائلا: “ليس من الصائب أن أجعل عدم لقائي ببناتي قضية مهمة في الوقت الذي تشهد فيه السجون قضايا مهمة للغاية بدءًا من الموت والتعذيب وصولا إلى العزل الفردي والمشاكل الصحية، لكن زوجتي وبناتي وكل عائلتي يسلطون الضوء على كل هذه الممارسات العنصرية لكون أحد أقاربهم معتقلا داخل السجون”.
وكانت باشاك دميرتاش زوجة القيادي الكردي المعتقل سلطت الضوء في الفترة الأخيرة على حرمان دميرتاش من لقاء بناته، فيما ردت السلطات بأنه لا توجد أي إجراءات قسرية وأن الغجراءات المتخذة تمت في ظل الإجراءات المتخذة لمنع تفشي وباء كورونا، الأمر الذي لم تقتنع به باشاك شهير وقالت إن اللقاء يتم من خلال حواجز زجاجية في الأساس.
وأضاف دميرتاش أن بناته وعائلته يتعرضن للظلم أكثر منه قائلا: “لكن هذا الأمر لا يقتصر عليّ فقط، بل يتعرض له جميع السجناء. نعم أحزن كثيرا على بناتي لكن الظلم لا يعوقني من النضال بل يزيد من إصراري وعزيمتي. الشكوى ليس ما يتوجب علينا فعله في الوقت الذي تتحول فيه تركيا إلى سجن مكشوف بل يتوجب علينا التصدي للأمر بشجاعة ومزيد من الإصرار”.
التكاتف من أجل الديمقراطية
وخلال إجابته عن سؤال حول احتمالية حدوث تحالف بين حزبه مع قيادات أحزاب الخير والمستقبل والسعادة والديمقراطية والتقدم التي تتخذ خطا سياسيا معارضا، أفاد دميرتاش أنه يؤمن بضرورة اتحاد الجبهة المعارضة على مبادئ الديمقراطية دون الاستسلام للأحكام المسبقة وبدون أي تمييز.
أضاف: “هل يوجد حزب أو سياسي بدون ماضٍ مثير للانتقادات؟ أرى أن كل السبل ستكبد المعارضة خسائر باستثناء قيامنا كسياسيين بالانتقاد الذاتي لماضينا والتركيز على المستقبل. طالما اتخذنا وسنتخذ مواقف مختلفة سياسيا، وهذا هو ما توجبه علينا الديمقراطية التعددية، لكننا لسنا أعداء، ولا نشكل تهديدا لبعضنا البعض. نحن سياسيون مكلفون بإيجادِ حل للقضية الكردية والتركية التي بلغت وضعا مؤسفا، وخلقِ إمكانية التعايش معا، لكن نحن بشر قبل أن نكون سياسيين. لذا يجب ألا تتعارض هويتنا السياسية مع إنسانيتنا. عندما تتعارض السياسة مع الإنسانية حينها سيبدأ الاستقطاب والاتهامات المتبادلة وستغلق كل أبواب الحوار وستُستهلك السياسة، في حين أن السياسة حاضرة لخلق الحلول”.
–