بامكو (زمان التركية)ــ تعهد قادة الانقلاب العسكري في مالي بإجراء انتخابات “ذات مصداقية” في بيان تم بثه على التلفزيون الوطني اليوم الأربعاء.
وأعلن قادة الانقلاب، الذين دفعوا الرئيس إبراهيم بوبكر كيتا للاستقالة من منصبه، عن إنشاء اللجنة الوطنية لإنقاذ الشعب (CNSP) للإشراف على الانتقال السياسي.
وأكدت اللجنة عزمها إجراء انتقال سياسي مدني من شأنه أن يؤدي إلى إجراء انتخابات “في وقت معقول” ، بحسب بيان قرأه العقيد ماجور إسماعيل واج المتحدث باسم اللجنة على التلفزيون الوطني.
كما أكد على احترام الاتفاقيات الدولية.
وأعلن كيتا استقالته بعد أن نُقل هو ورئيس الوزراء بوبو سيسي إلى معسكر كاتي العسكري الواقع على بعد 15 كيلومترا شمال غربي العاصمة باماكو في حوالي الساعة 4.30 مساء بالتوقيت المحلي (1630 بتوقيت جرينتش) يوم الثلاثاء.
وهزت احتجاجات شعبية مالي لعدة أشهر حيث دعا المتظاهرون إلى استقالة الرئيس.
إدانات
طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بالإفراج الفوري وغير المشروط عن كيتا وأعضاء حكومته.
وقال المتحدث باسمه، ستيفان دوجاريك، في بيان “يتابع الأمين العام بقلق بالغ التطورات الجارية في مالي، بما في ذلك التمرد العسكري الذي بلغ ذروته باعتقال الرئيس إبراهيم بوبكر كيتا وأعضاء حكومته في وقت سابق اليوم في باماكو”.
وقررت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، الأربعاء، إغلاق جميع حدودها البرية والجوية مع مالي بعد أن أعلن رئيسها استقالته عقب الانقلاب العسكري.
كما أدان البرلمان الأفريقي الانقلاب في الدولة الواقعة في غرب قارة إفريقيا، قائلا إنه يرفض أي محاولة لتغيير غير دستوري للحكومة.
وفيما عبرت تركيا عن حزنها لوقوع انقلاب عسكري في مالي، قالت إنها ستظل بجانب مالي في هذه الظروف.
وقالت الخارجية التركية إنها تلقت بقلق وحزن عميقين نبأ إجبار الرئيس كيتا على الاستقالة أمس نتيجة انقلاب عسكري قامت به مجموعة داخل القوات المسلحة في مالي، من خلال حل البرلمان والحكومة.
وأكّد البيان على دعم تركيا للجهود المبذولة في هذا الإطار من قبل الأمم المتحدة والافريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا.
وختم الوزارة بيانها بالقول: “إن تركيا ستواصل الوقوف بجانب مالي الصديقة والشقيقة في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها”.
واندلعت التوترات في مالي عام 2012 بعد محاولة الانقلاب الفاشلة وتمرد الطوارق الذي سمح في النهاية للجماعات المتشددة المرتبطة بالقاعدة بالسيطرة على النصف الشمالي من البلاد.
ووصل كيتا (75 عاما) إلى السلطة في 2013 لكنه تعرض لانتقادات من قبل أشخاص يقولون إنه فشل في حمايتهم من الهجمات الإرهابية في الغالب في الجزء الشمالي والوسطى من البلاد.
وتعاني مالي، وهي إحدى أفقر دول العالم، من وجود العديد من الجماعات الإرهابية، على الرغم من تنفيذ قوات حفظ السلام الفرنسية والمالية والأمم المتحدة عمليات لمكافحة الإرهاب هناك.
وفشل تنفيذ اتفاق السلام المبرم عام 2015 بين الحكومة المالية وجماعات الطوارق المتمردة.