أنقرة (زمان التركية) – اتهم رئيس حزب المستقبل أحمد داود أوغلو حكومة حزب العدالة والتنمية بالإضرار بمدينة إسطنبول من خلال الإصرار على مشروع قناة إسطنبول الجديدة الذي يصفه الرئيس رجب أردوغان بالمشروع الجنوني ويصر عليه رغم تحذيرات الخبراء والعلماء.
تصريحات داود أوغلو جائت خلال اجتماعه مع قيادات حزبه في إسطنبول، وقال إن المدينة تتمتع بالعديد من المميزات وتحمل على عاتقها مسؤولية تجاه الطبيعة والتاريخ على حد سواء.
أضاف داود قائلًا: “إن هذه المدينة شاهدة على ارتكاب هذا النظام المتهالك عديدا من الجرائم والأخطاء بحقها. لا أحد في هذا البلد يعلم مدى انهيار هذا النظام بقدر أهالي إسطنبول. لقد خربوا مديتنا العزيزة التي أودعها الله أمانة لنا. لقد خانوا مدينتنا العزيزة. إنهم يتجاهلون الطبيعة المكانية للمدينة، وملئوا كل أطرافها ومناطقها الخضراء بناطحات السحاب”.
وندد داود أوغلو بالإصرار على مشروع قناة إسطنبول من أجل المنطقة العمرانية التي ستنشأ على جانبيه والتي يتم الترويج لها في أوساط الأثرياء بالعالم، قائلًا: “لن نسلم إسطنبولنا إلى سماسرة الأراضي الذين اشتروا أراضي بطول مسار القناة المزعوم إنشائها”.
وأكد داود أوغلو أن هذا الأمر إن حدث في أي دولة أخرى لما بقي الوزير المختص في منصبه دقيقة واحدة، مشددًا على أن نظام حزب العدالة والتنمية غير قادر على إدارة البلاد، وأن همه الوحيد بات نهب ثروات البلاد وتوزيعها بين أفراد عائلة واحدة.
وتابع داود أوغلو أن حزب العدالة والتنمية أسس في تركيا نظاما لا يوفر السعادة والاستقرار إلا لزمرة قليلة، والجماهير العريضة محرومة من العيش الكريم، في ظل غياب الدستور والقانون والعدالة الاجتماعية والاقتصادية.
كما اعترض داود أوغلو على سعي أردوغان وصهره وزير المالية برات ألبيرق لربط كل أزمة تواجهها البلاد بنظريات المؤامرة الخارجية، مؤكدا أن الأزمة الاقتصادية التي تعاني البلاد منها هي محلية ومن صنع الصهر الذي يقود دفة الاقتصاد.
وهناك احتجاجات واسعة ضد إصرار الرئيس التركي رجب أردوغان تنفيذ مشروع قناة إسطنبول، وذلك على الرغم من تأكيد الخبراء الجيولوجيين على أنه سيتسبب في حدوث كوارث بيئية حال تنفيذه.
ويحذر خبراء جيولوجيا من أن المشروع سيسبب كارثة بيئية لقربه من منطقة نشطة بالزلزال، مطالبين بإلغائه، ويعارض المشروع رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو.
وعاود عمدة بلدية إسطنبول الكبرى، أكرم إمام أوغلو، تسليط الضوء من جديد على سلبيات مشروع قناة إسطنبول الجديدة، وأوضح في تصريحات جديدة أن المشروع يحمل المواطنين الأتراك أعباء ضريبية جديدة تصل إلى 100 مليار دولار أمريكي، قائلًا: “نحن سندفع الديون المتراكمة بالعملات الأجنبية والتي تزيد كل دقيقة، مع فوائدها الجنونية، من ضرائبنا. وسيدفعها أبناؤنا. كما أننا بسبب مشروع قناة إسطنبول مهددون بخسارة الصلاحيات التي حصلنا عليها بموجب اتفاقة مونترو”.
حصل أجانب على نحو 800 ألف متر مربع في مشروع قناة إسطنبول الاستثماري، الذي تروج له حكومة العدالة التنمية وحفزت الأثرياء الأجانب على الاستثمار به.
ومشروع “قناة إسطنبول”، سيربط بحر مرمرة بالبحر الأسود في الشق الأوروبي من إسطنبول، على امتداد 45 كيلومتراً، بموازاة مضيق البوسفور.
وسوقت الحكومة التركية للمشروع في دول الخليج وحفزت الأثرياء على الاستثمار على مساري قناة إسطنبول الجديدة لإنشاء مناطق عمرانية جديدة.
–