أنقرة (زمان التركية)ـــ دعت الحكومة الألمانية أثينا وأنقرة لبدء محادثات مباشرة لحل الخلاف القائم بينهما بسبب التنقيب عن النفط شرق البحر المتوسط، بعد إعلان تركيا وقف المفاوضات.
الناطق باسم الحكومة ستيفن سيبرت، قال إن بلاده تتابع عن كثب التطورات شرق المتوسط، وتشعر بالقلق إزاء تصاعد التوتر في المنطقة.
وشدد الناطق الألماني، على ضرورة انخراط تركيا واليونان في مباحثات مباشرة بينهما بأقرب وقت ممكن، معرباً عن أمل بلاده في مناقشة أنقرة وأثينا قضايا متعلقة بقانون البحار، موضع الخلاف بينهما. وفق الأناضول.
وأكد على أن برلين تتواصل مع الجانبين، وأنها مستعدة للإسهام في حل الخلافات القائمة بينهما.
في السياق ذاته أعرب الناطق باسم الخارجية الألمانية، كريستوفر بورغر، عن قلق برلين إزاء قرار أنقرة إجراء عمليات بحث سيزمية شرقي المتوسط.
وكانت المستشارة الألمانية تولت في الفترة الماضي التفاوض بين اليونان وتركيا لحل الأزمة، كما نجحت في أقناع تركيا الشهر الماضي بسحب سفينة تنقيب أرسلتها قرب سواحل جزيرة قبرص.
والإثنين، وصلت سفينة “أوروتش رئيس” التركية للأبحاث، إلى شرق المتوسط لاستئناف أنشطة التنقيب، في إجراء يأتي عقب إعلان اليونان ومصر توقيع مذكرة ترسيم حدود بحرية اعترضت عليها تركيا بشدة.
وبحسب إشعار “نافتكس” للبحرية التركية ستقوم السفينة “أوروتش رئيس” وسفينتان أخرتان بأعمال تنقيب بالمنطقة بداية من اليوم وحتى 23 أغسطس الجاري.
ويأتي الإشعار الأخير، بعد إشعار أطلقته البحرية التركية أمس لإجراء مناورات بحرية في شرق المتوسط بالذخيرة الحية في منطقة شرق المتوسط في الفترة بين 10-11 أغسطس/ آب الجاري.
وحذر الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل تركيا من خطورة المناورات البحرية التي أعلنت إطلاقها اليوم قبالة السواحل اليونانية، وقال في بيان مساء أمس: “هذا لن يؤدي إلا إذا زيادة العداء وانعدام الثقة”.
وقال الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن في مقابلة تلفزيونية، الإثنين، وحول اتفاقية ترسيم الحدود الموقعة بين القاهرة وأثينا: “تفاوضنا مع اليونان حول مستجدات الأوضاع بشرق المتوسط طيلة شهرين، ولجأنا إلى ألمانيا بسبب حياديتها في هذه المسألة، وحين توصلنا إلى اتفاق، قامت اليونان بتوقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع مصر”.
وأردف: “الرئيس أردوغان أصدر تعليمات صارمة حول وقف المحادثات مع اليونان بعد يوم واحد من توقيع أثينا والقاهرة اتفاقية ترسيم الحدود البحرية، وأكد أن هذه الاتفاقية بحكم العدم بالنسبة لتركيا، لأننا نعتبر هذه الاتفاقية مبادرة جديدة لحبس تركيا في منطقة ضيقة بشرق المتوسط”.
لا يوفون بوعودهم
وكان الرئيس رجب أردوغان قد أدلى بتصريحات يوم الجمعة اعترض خلالها على اتفاقية ترسيم الحدود التي أعلنت اليونان ومصر توقيعها قبلها بيوم، وقال ردا على ذلك أن بلاده “عاودت استئناف أعمال التنقيب نظرا لعدم التزام الأطراف الأخرى بوعودها” مشيرا إلى عدم اعترافه بالاتفاقية.
وذكر أردوغان أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل كانت طالبته بإيقاف أعمال التنقيب في شرق المتوسط وأبلغته أن هذه الخطوة ستسهل من مهمتها قائلا: “أبلغتها أننا سنوقف أعمال التنقيب مؤقتا إن كانت تثق في اليونان والقوى الأخرى وأننا لا نثق فيهم وأنهم لن يوفوا بوعودهم وهو ما حدث بالفعل”.
وتعترض اليونان وجمهورية قبرص على أنشطة التنقيب التركية وتقول إنها تنتهك جرفها القاري، فيما تقول أنقرة إنها تحمي حقوق القبارصة الأتراك في شمال جزيرة قبرص.
–