أنقرة (زمان عربي) – قال الخبير التركي في مكافحة الفساد والإدارة الشفافة البروفيسور محي الدين أجار إن تطورات الأوضاع والأحداث في تركيا في الفترة الراهنة تؤكد بوضوح أنّ من ينصاعون ويذعنون للحكومة ينعمون بحياتهم في الثروات وإن من يعارضونها مصيرهم الدمار والبؤس.
وأضاف أجار وهو عضو هيئة التدريس بقسم العلوم السياسية والإدارة العامة بجامعة هاجه تبه التركية أن المرحلة الراهنة تشهد العمل على إحياء المطيعين للحكومة ومحو وتدمير مَن يعارضونها وأن أعمال الفساد لن تنتهي دون أن يتغير هذا الموقف الذي يغذي مفهوم التنمية عن طريق أعمال المحسوبية.
وفي رسالة له لصحيفة” زمان” التركية قال أجار الذي يمثل اتحاد مؤسسات البحوث الذي يدعم ويركز على مكافحة الفساد في إطار البرنامج الإطاري السابع للاتحاد الأوروبي في تركيا إن أعمال الفساد في جوهرها ظلم وسرقة وانتهاك للقوانين.
ولفت أجار إلى أن استخدام شيئ من ممتلكات الشعب ولو كان دبوسا صغيرا ليس له قيمة تذكر في الأعمال الشخصية يدخل ضمن أعمال الفساد.
وأضاف أن الفساد لايعني سرقة السلع والأراضي واختلاس الأموال بل هو يعني استخدام سلطة الدولة دون التصريح بذلك وتعيين أحد في منصب دون أن يكون مؤهلا له وتبوؤ مناصب رفيعة بالمحسوبية يعتبر نوعا من أنواع الفساد كذلك.
وأكد أجار أنه قد يكون التورط في أعمال الفساد بدافع الغرائز مثل هدف الحصول على قوة سياسية أو إدارية إلى جانب الطموحات والجشع الشخصي لدى الإنسان. وأوضح أن مفهوم المحسوبية هو أحد الأسباب الرئيسية التي تكمن وراء أعمال الفساد.
وشدد أجار على ضرورة وقوف جميع أطياف الشعب للحيلولة دون أعمال الفساد لأن الذي يسرقه الفاسدون هو المكاسب والثروات الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع كافة. وأضاف أنه عندما يمارس الحزب الحاكم سياسة الاستقطاب بين المجتمع ويهمّش بعض فئاته عن طريق استخدام مفاهيم من قبيل” نحن” و”الآخرون” و”الأصدقاء” و”الأعداء” يبدأ جزء من المجتمع بالتغاضي عن أعمال الفساد.