بقلم: لواء دكتور/ شوقي صلاح، أستاذ القانون المساعد بأكاديمية الشرطة المصرية
القاهرة (زمان التركية) – تعد “collegeboard” أهم الجهات المسئولة عن التعليم الأمريكي الجامعي وما قبل الجامعي على المستوى الدولي، وقد أظهرت دراسة حديثة لها عن أحوال التعليم الأمريكي برصد انخفاض حاد في معدلات تسجيل طلاب الدبلومة الأمريكية لاختبارSAT على المستوى العالمي ــ وهذا الاختبار المؤهل لالتحاق طلاب المدارس الدولية بالجامعات في أغلب البلدان، وقدرت نسبة الانخفاض بـ ٧٠% عن مثيلاتها في ذات التوقيت بالعام الماضي، كما أظهر استطلاع للرأي شملته الدراسة عن استبعاد 59% من الطلاب المشاركين في الاستطلاع السفر لأمريكا لاستكمال دراستهم؛ وكانت الأسباب الرئيسية أمنية.. تتمحور حول سببين رئيسين:
الأول: ظاهرة العنف السياسي التي تجتاح أمريكا وتؤثر على الحالة الأمنية العامة بالبلاد.
والثاني: المخاطر الناشئة عن جائحة فيروس كورونا، حيث تتصدر أمريكا ـــ حتى كتابة هذه السطور ـــ بلدان العالم في نسبة الإصابات والوفيات…
وغني عن البيان أن تسويق منظومة التعليم الأمريكي وفقاً لهذه الدراسة ستتأثر سلباً، فمن المؤكد أن الدولة الأمريكية سينالها خسائر مالية جسيمة تقدر بمليارات الدولارات.. باعتبار التعليم من أهم مصادر الدخل للولايات المتحدة؛ وأظهرت الدراسة أيضا أن أكثر الدول تأثيرا على معدل الانخفاض المتعلق بالتسجيل لاختبار SAT ــــ والذي سبق القول بانخفاض التسجيل فيه بنسبة (٧٠%) ــــ هما كندا ومصر، ولعل سبب تأثير مصر القوي على هذه النسبة إنما يرجع إلى أن المجلس الأعلى للجامعات المصرية يشترط لدخول الطلاب الحاصلين على الدبلومة الأمريكية للجامعات الحكومية المصرية اجتيازهم اختبار SAT المشار إليه.
هذا وإن كان تأثير وباء فيروس كورونا كمهدد للسفر للولايات المتحدة الأمريكية غالباً سيزول بمجرد الوصول للقاح فعال ودواء شاف، وربما تكون الولايات المتحدة هي الأقرب لتحقيق هذا الإنجاز العلمي.. أما ظاهرة العنف السياسي التي تجتاح ولايات أمريكية عديدة فيبدو أنها ستحتاج للكثير من الوقت؛ فاستئصال العنصرية البغيضة التي تعاني منها أمريكا يحتاج لجهود علمية قابلة للتطبيق لتؤثر في الواقع الاجتماعي الأمريكي الحالي.
الصورة نقلاً عن رويترز
* ورغم أنني أعارض استخدام المتظاهرين للعنف أثناء احتجاجاتهم على أية أوضاع داخلية في أي دولة من دول العالم، إلا أنني صدمت حقاً عندما طالعت التصريح الأخير للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي هدد فيه المتظاهرين الذين يلجئون للعنف في التعبير عن احتجاجاتهم بقوله: إن الضباط الاتحاديين سيردون «بقوة هجومية بالغة» على المحتجين في بورتلاند إذا اقتضت الضرورة… ورغم أن بعض المحتجين ينطبق عليهم وصف المخربين.. إلا أن لغة خطاب الرئيس المشار إليها ربما تأتي بعكس المقصود منها.. .
*هذا وإن جاز لي أن اقترح على الرئيس الأمريكي رأيا في هذا الشأن، فلعل تصريحه في مواجهة المحتجين الخارجين على القانون سيحقق هدفه بشكل أفضل إذا جاء على الوجه الآتي “… أعد الشعب الأمريكي بأنكم ستشعرون بقوة القانون لتحقيق الأمن.. سننجح معاً في تحقيق الاستقرار بعدالة ناجزة.. وأؤكد لكم أن العنف السياسي هدام ولا تتحقق معه آمال شعب وطموحات إدارة.. أعدكم أننا سنتغلب معاً على مشاكلنا بالعلم وقوة إرادة ووعي الشعب الأمريكي.. ..”
–