إسطنبول (زمان التركية) – نظم عدد من الأويغور المقيمين في تركيا، وقفة احتجاجية في مدينة إسطنبول، لتسليط الضوء على الفظائع التي تتعرض لها عائلاتهم على يد الحكومة الصينية، في وقت تراجع مواقف الرئيس رجب أردوغان الداعمة لهم.
ويقدر عدد الأويغور المقيمين في تركيا حوالي 50 ألف شخص يخشون العودة إلى بلادهم حتى لا يزج بهم في معسكرات التأهيل سيئة السمعة، لكن تقارير تحدثت عن أن الأيغور في تركيا ليسوا بأمان مثل السابق.
نظم الأويغور وقفة احتجاجية في ميدان بايزيد بالشطر الأوروبي من إسطنبول، مقيدين أيديهم وأرجلهم بالسلاسل للتعبير عن المعاناة التي تتعرض لها عائلاتهم، ورفعوا صورًا لبعض أقاربهم الذين أوضحوا أنهم فشوا في الوصول إليهم.
المتحدث باسم المجموعة أحمد إلياس أوغلو، قال إن هناك أعداد كبيرة من الأشخاص يتعرضون لمعاملة سيئة داخل معسكرات الحكومة الصينية، مؤكدًا أن ما تقوم به الصين مخالف للقانون الدولي، مطالبا أردوغان بالوقوف بجانبهم.
وأوضح إلياس أوغلو أن المداخل والمخارج الخاصة بمنطقة سينجان ذات الحكم الذاتي الخاصة بالأويغور فرضت عليها الحكومة الصينية حظر دخول وخروج، قائلًا: “من عادوا إلى بلدهم بعد عام 2017، ما أن نزلوا من الطائرة تم ترحيلهم إلى المعسكرات. بعدها لم يجرؤ أحد على العودة حتى في حالة وفاة أبواه. حتى أن المقيمين في الخارج لا يمكنهم سماع أصوات أسرتهم”.
وتواجه تركيا حاليا تركيا اتهاما بالتخلي عن قضية الأويغور ذوي الأصول التركية بعدما كانت تدافع عنهم سابقا، إذ تحولت علاقات أنقرة نحو بكين بشكل جذري في الفترة الأخيرة.
وحسب تقرير لصحيفة (صنداي تليجراف) بات نحو 50 ألف مواطن من الأيغور يقيمون في تركيا غير آمنين، إذ خرقت تركيا في الآونة الأخيرة مبدأ عدم تسليم الأيغور إلى الصين، عبر اتباع أسلوب مكن الصين في النهاية من ترحيل الأيغور إلى “معسكرات التأهيل” سيئة السمعة.
وقال تقرير للصحيفة البريطانية إن اعتماد تركيا الاقتصادي المتزايد على بكين يضر بقدرتها على تحمل الضغط الصيني وحماية الأويغور الذين فروا من إقليم شينجيانغ.
وبينما ترفض تركيا إعادة الأويغور مباشرة إلى الصين، يقول نشطاء إنه يتم إرسالهم إلى دول ثالثة، مثل طاجيكستان ومن هناك، يسهل على الصين تأمين تسليمهم.
وكجزء من مشروع بكين للحزام والطريق، استثمرت الشركات الصينية المليارات في تطوير البنية التحتية التركية، وتهدف بكين إلى مضاعفة الاستثمارات إلى أكثر من 6 مليارات دولار بحلول نهاية العام المقبل.
ووفق الصحيفة فإن هذا التحسن في العلاقات واعتماد أنقرة المتزايد على استثمار بكين جاء على حساب الأويغور الذين يبلغ عددهم في تركيا حوالي 50 ألف شخص.
كما تحرص تركيا على تحسين مكانتها الدولية بشأن كيفية تعاملها مع “الإرهابيين” وسط مزاعم بأنها كانت لينة مع الجهاديين الأجانب الذين يسافرون إلى سوريا في السنوات الأولى من الحرب الأهلية السورية.
وعرضت صحيفة صنداي تلغراف وثائق المخابرات الصينية المقدمة من وزارة الأمن العام الصينية كجزء من طلبات التسليم التي تستند إلى اتهامهم بأنهم “مشتبه بكونهم إرهابيون”. واستنادا إلى أن مئات من الأويغور سافروا إلى سوريا للانضمام إلى الجماعات الجهادية الأويغورية، تركز التهم على ذلك.
وقضى عشرات من الأويغور أشهرًا في مراكز الاعتقال والترحيل في أنحاء تركيا بدون تهمة نتيجة المطالب القضائية الصينية.
وعلى الرغم من أن تركيا اتبعت سياسة عدم ترحيل الأويغور إلى الصين، حيث من المحتمل أن يواجهوا الاحتجاز أو الموت، فقد كشفت صحيفة الصنداي تلغراف عن أدلة على أن الصين نجحت في ترحيل الأويغور إلى دول ثالثة. ثم يعتقد أنهم سيرسلون إلى الصين.
–