النيجر (زمان التركية) – التقارب الأخير في العلاقات بين تركيا ودول أفريقية في مقدمتها النيجر حمل دلالات تشير إلى رغبة أنقرة في الحصول على دعم أفريقي لتواجدها في ليبيا.
وخلال الأسبوع الماضي أجرى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، جولة أفريقية شملت دول النيجر وتوجو وغينيا الاستوائية.
وقال حاويش أوغلو خلال زيارته للنيجر إن الزيارة شملت مناقشة الكثير من الاتفاقيات التي سيتم توقيعها بين البلدين، من بينها اتفاقيات عسكرية، مشيرًا إلى أن الزيارة ناقشت بشكل مكثف الملف الليبي.
وبعد أربعة أيام من زيارة جاويش أوغلو للنيجر أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في 27 يوليو، تموز الجاري، مكالمة هاتفية مع رئيس دولة النيجر محمود يوسفو.
وبحسب البيان الصادر عن إدارة الاتصالات في رئاسة الجمهورية التركية، فقد تناولت المكالمة الهاتفية تطوير العلاقات الثنائية وعددا من القضايا الإقليمية، بالإضافة إلى بحث سبل مكافحة وباء كورونا.
زيارة الوزير التركي جاءت ضمن مساعي تركيا لحشد دعم الدول المجاورة لليبيا من أجل تحقيق تفوق لقواتها وقوات حكومة الوفاق الليبية في حربها أمام قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، خاصة مع تكثيف الزيارات واللقاءات مع كل من تونس والجزائر في الفترة الأخيرة.
وتشن المعارضة التونسية هجومًا على الحكومة من أجل الضغط عليها حتى لا تدعم حكومة الوفاق الليبية المدعومة من ليبيا، حتى أن الرئيس التونسي قيس السعدي اضطر إلى نفي تصريحاته التي قالها في البداية عن دعمه لحكومة طرابلس؛ بالإضافة إلى مواجهة حزب النهضة الإخواني في البرلمان التونسي معارضة قوية من الأحزاب المعارضة من أجل وقف دعم حكومة الوفاق في ليبيا.
أما الجزائر فقد غيرت موقفها أيضًا من الأزمة الليبية وتوقفت عن دعم حكومة الوفاق بعد أن كانت داعمة لها، الأمر الذي أرجعه الخبراء والمحللون إلى ضغوط من قبل فرنسا على الجزائر.
مع فقدان تركيا الدعم المقدم من الجارتين الجزائر وتونس أصبحت الجارة الجنوبية لليبيا النيجر تمثل بديلًا مهمًا لتركيا في الفترة الأخيرة.
ويرى المحللون أن توجه تركيا إلى النيجر يأتي باعتبارها لاعبا مهما في منظمة الاتحاد الأفريقي وتحتاج أنقرة دعم الاتحاد لاستمرار تواجدها في ليبيا، الأمر الذي دفع وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو لإجراء زيارة إلى كل من النيجر وتوجو وغينيا الاستوائية، من أجل الحصول على دعم تلك الدول القوية في الاتحاد الأفريقي.
كما يرى الخبراء والمحللون أن حصول تركيا على دعم دول جارة لليبيا مثل تشاد والنيجر في مواجهة مصر وفرنسا، خاصة وأن تلك الدول كانت مستعمرات فرنسية سابقًا، سيقوي موقف تركيا في مفاوضات السلام التي ستعقد بشأن ليبيا مستقبلًا.
وكانت قمة برلين التي عقدت في شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، حضرت فيه مصر بصفتها طرف في الأزمة، وكذلك الجزائر بصفتها جارة لدولة الأزمة، بينما لم تشارك السودان أو تشاد أو النيجر، لكن من خلال انفتاح تركيا في علاقاتها مع هذه البلاد قد تطلب مشاركتهم في الاجتماعات القادمة.
الخبير في شؤون الشرق الأوسط صاموئيل راماني أوضح أن غرض تركيا من إقامة علاقة قوية مع النيجر هو تقييد المميزات الإقليمية التي تتميز بها مصر إفريقيًا.
محللون لزيارة جاويش أوغلو أوضحوا أن من بين دوافع تركيا للتعاون العسكري مع النيجر هو أن جلب المرتزقة من سوريا يكلف تركيا مبالغ طائلة، فضلًا عن أن المرتزقة السوريين إما يقررون عدم المشاركة في الحرب أو محاولة الهروب إلى أوروبا عندما يعجزون عن الحصول على مستحقاتهم التي وعدتهم بها تركيا.
وأشارت بعض التقارير إلى أن تركيا تسعى إلى سد هذه الفجوة من خلال الميليشيات التي ستشكلها في هذه المنطقة، فضلًا عن وجود تقارير تتحدث عن نقل مرتزقة صوماليين إلى ليبيا بعد الحصول على تدريبات عسكرية في قطر.
كما ذكر محللون أنه إذا أنشات تركيا قاعدة في النيجر ستحقق لقواتها تفوقًا نوعيًا أمام قوات حفتر في الجنوب الليبي، خاصة وأن المناطق الجنوبية تسيطر عليها قبائل محلية موالية لحفتر.
#تركيا تسعى لدعم أفريقي لها في #ليبيا من دول هامشية مثل النيجر وتوجو وغينيا لكنها هامة الآن بعدما أدى تدخلها في طرابلس لفقدان حكومة الوفاق الدعم التونسي والجزائري واستفزاز مصر
تحت غطاء دبلوماسي-استثماري تخطط تركيا لإنشاء قواعد عسكرية وتجنيد مرتزقة أفارقة واستمالة الاتحاد الأفريقي pic.twitter.com/YCALNpMySZ— محمد أبو سبحة (@MohmadAbosebha) July 28, 2020
–