إسطنبول (زمان التركية) – دأب في الآونة الأخيرة كتاب إسلاميون في تركيا على الإدلاء بتصريحات يشتكون فيها من انتشار الإلحاد وفقدان الشعور الديني، خاصة لدى الشباب، بسبب ممارسات حزب الرئيس رجب طيب أردوغان ذي الخلفية الإسلامية، وذلك على الرغم من أن هؤلاء الكتاب عاونوه للفوز برضاه والبقاء بعيدًا عن سخطه وغضبه.
حذَّر الكاتب الصحافي يوسف كابلان، والمعروف بتوجهه المؤيد لتيار الإسلام السياسي، من أن هناك زيادة كبيرة في النفور من الإسلام في المجتمع التركي في الفترة الأخيرة، بشكل خاص في صفوف الشباب.
يوسف كابلان الذي يعتبر من أبرز المنظرين الإسلاميين في تركيا، قال في مقال بجريدة “يني شفق”: “إذا استمر الوضع بهذا الشكل، سيترك المجتمع الإسلام، خاصة الشباب، وسيقضى على الإسلام في تركيا. حفظنا الله”.
مقال يوسف كابلان المنشور أمس جاءت بعنوان “نضال تركيا من أجل الاستقلال والمستقبل في خطر”، حيث بدأ مقاله، قائلًا: “إن تركيا تخوض اليوم غمار نضال شامل ومتعدد الجوانب من أجل الاستقلال والمستقبل”.
وأضاف: “إن نضال تركيا من أجل الاستقلال والمستقبل، هو نضال من أجل البحث عن وجهتها الصحيحة ومواصلة السير نحو الأهداف المنشودة في مسيرة الحضارة التي ستغير التاريخ. هذا العمل لن يكون من خلال إلقاء الشعارات الرنانة فقط”.
وأوضح أن تركيا تواجه مرحلة تاريخية حساسة، مؤكدًا أن 5 ملايين شاب من أصل 7 ملايين شاب فقدوا ارتباطهم بالدولة -المسلمة- وبروح الدولة وبالإسلام، على حد تعبيره.
وأكد أن الشباب الذين فقدوا ارتباطهم بالدين لا يمكنهم حماية تراب تركيا، مشددًا على أن تركيا في حاجة ماسة إلى رحلة وجودية نهضوية جذرية جماعية، على حد تعبيره.
كابلان حمل حكومات حزب العدالة والتنمية، مسئولية “علمنة المجتمع”، وقال: “إن عملية علمنة المجتمع تحولت إلى حقيقة على أرض الواقع بأيادي الحكومات اليمينية المحافظة للأسف. نتيجة ذلك فإن القطاعات المتدينة الإسلامية تفقد مشاعرها تجاه الإسلام، ووصل الأمر بهم إلى توجه أبنائهم نحو الإلحاد. المجتمع يعيش مرحلة نفور سريعة من الإسلام”.
وبات فكر الإسلام السياسي التركي الذي ابتدعه حزب العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب أردوغان يلقى انتقادا واسعا بين الشباب بعدما داس أردوغان الديمقراطية تحت قدميه، ونكل بمعارضيه، وقضى على حرية الصحافة، في سبيل البقاء على سدة الحكم.
–