أنقرة (زمان عربي) – في الوقت الذي يتواصل فيه النقاش حول محاولات إصدار نشرة حمراء بحق الأستاذ فتح الله كولن عقب سلسلة من الإجراءات غير القانونيّة في إطار عملية الانتقام من الصحافة الحُرّة التي شنتها السلطات الأمنية في 14 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وجهت المعارضة التركية ردة فعل عنيفة على حكومة حزب العدالة والتنمية التي لا تستطيع القيام بمثل هذا الإجراء مع إسرائيل.
وأعاد عاكف حمزة تشبي نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، إلى الأذهان أنه تم في وقت سابق إصدار نشرة حمراء بخصوص المتهمين في حادث سفينة مرمرة الزرقاء (مافي مرمرة) التركيّة، إلا أن الحكومة لم تستطع إرسالها إلى إسرائيل منذ 6 أشهر.
وأضاف حمزة تشبي موجها كلامه للحكومة: “بعد أحداث سفينة مافي مرمرة – التي تعرضت لهجوم أثناء توجهها إلى غزة لكسر الحصار المفروض على الفلسطينيين في القطاع في نهاية مايو/ آيار 2010- لم نر منكم شيئا سوى الصياح والتهديد ولم تفعلوا أي شيئ قط. وتم رفع دعوى قضائية ضد 4 أشخاص من بينهم رئيس هيئة الأركان العامة الإسرائيلي أمام الدائرة السابعة في محكمة الجنايات بإسطنبول. وقررت المحكمة اعتقال الأشخاص الأربعة وإصدار نشرة حمراء بحقهم. وتم إرسال النشرة الحمراء من المحكمة إلى وزارة العدل ومنها إلى وزارة الخارجية التركية.ومازالت النشرة موجودة في الخارجية منذ 6 يونيو/ حزيران الماضي وحتى الآن”.
وأردف: “بتعبير آخر تقومون الآن بإصدار نشرة حمراء بحق شخص آخر –كولن- لكن أرى أنكم ترغبون في إرسال النشرة الحمراء إلى أمريكا. أمّا النشرة المتعلقة بـ “مافي مرمرة” فلم ترسلوها. هل هذا هو مفهومكم عن الديمقراطية المتقدمة وهو إرسال ما تشاءون وعدم إرسال ما لا تشاءون؟”.
ووجه حمزة تشبي خلال مناقشات ميزانية عام 2015 في البرلمان انتقادات عنيفة إلى حكومة حزب العدالة والتنمية. كما أوضح أن أردوغان لعب دور البطولة عندما قال للرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز “دقيقة واحدة” ‘one minute’ وحدثت مشادة كلامية معه بشأن الحرب على غزة ثم غادر القاعة إثرها في يناير 2009، ثم قام –أردوغان- بدفع ملايين الدولارات لشركات اللوبي اليهودي في أمريكا من أجل إصلاح العلاقات مع إسرائيل وإزالة المخاوف لدى الرأي العام الأمريكي التي تدهورت بسبب تلك الواقعة.
ولفت حمزة تشبي إلى أن الحكومة التركية وجهت ادعاءات لا سند لها إلى الأستاذ كولن. وأضاف موجهًا كلامه للرئيس رجب طيب أردوغان: “كنت تنتقد عقد التسعينيات بفظاظة وتقول: “حبسوني لأنني قرأت أبياتا من الشعر”، مَن سيصدقك الآن؟ أعتقد أنك ستقول على المسلسل الذي اعتقل مخرجه وكاتب السيناريو الخاص به ورئيس القناة التي بثته هدايت كاراجا، وستقول: “إن مسلسلا أخطر من القنبلة” كما قلت سابقا عن كتاب لم يعجبك: “إنه كتاب بسيط ولكنه قد يكون أخطر من القنبلة”.. هذا هو مفهومكم عن الديمقراطية المتقدمة”.