نيويورك (زمان التركية): لا تخفي الحكومة التركية سخطها الشديد من نشر كتاب جون بولتون، المستشار السابق للأمن القومي الأميركي والذي حمل عنوان “الغرفة التي شهدت الأحداث” والصورة التي ظهر فيها أردوغان ونظام حكمه.
في البدء لا بد من التأكيد أن بولتون لا يكنّ ودّاً لكلا الزعيمين ويرى في سلوكهما السياسي ما لا يجب أن يكون ولهذا كان مباشرا ً وحادّاً في توجيه الإنتقادات لاسيما وأن اردوغان كانت له أكثر من سابقة في تعامله غير الودّي مع بولتون عندما رفض مقابلته أكثر من مرة على الرغم من كونه مبعوثاً رئاسيّاً وقطع الرحلة من الولايات المتحدة الى تركيا من دون فائدة تذكر.
أردوغان من وجهة نظر بولتون وكما ورد في الكتاب ليس أكثر من إسلامي راديكالي، وأنه منخرط بتحويل تركيا من دولة علمانية إلى دولة إسلامية.
وكشف بولتون في كتابه الكثير من أسرار “المطبخ” الداخلي لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وموقفه من العديد من القضايا وطريقة تعامله غير الاعتيادية مع قضايا دولية حساسة ومعقدة.
وتحدث بولتون في الفصل السابع الذي يحمل اسم “ترامب يريد الخروج من سوريا وأفغانستان لكنه لا يعرف المخرج” عن العلاقة بين تركيا والولايات المتحدة خلال فترة وجوده في المنصب وكيفية تعامل ترامب مع الطلبات المتكررة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول بنك خلق التركي و فتح الله غولن والمقاتلين الأكراد في سوريا بحسب تقرير بي بي سي.
ويقول بولتون إن ترامب مغرم بالزعماء السلطويين الأجانب أمثال بوتين وأردوغان وشي جي بينغ.
ويقدم الكتاب صورة مفصلة لكيفية نجاج أردوغان في الوصول إلى ما يبتغيه من الإدارة الأمريكية في كل القضايا التي تقع تحت سلطة ترامب المباشرة.
والمرة الوحيدة التي شعر فيها ترامب بالانزعاج من موقف أردوغان كان بسبب رفض تركيا إطلاق سراح القس أندرو برونسون الذي اعتقلته تركيا بتهمة التجسس والقيام بإنشطة إرهابية عام 2016.
ويصف بولتون أروغان بأنه عدواني إزاء دولة إسرائيل، مع ذلك يرى ترامب في الرئيس التركي بأنه صديق.
بل إن نبرة كراهية بولتن لأردوغان تبدو أكثر وضوحاً إذ يصفه بموسليني الزعيم الفاشي الإيطالي، ويبين خضوعه لبوتين عند انضمام أنقرة لعمليات جوية تركية أميركية مشتركة في سوريا، إذ كان حريصاً على إخبار بوتين بكل شيء وكان جلّ ما يخشاه أن يكون هنالك ضحايا من الروس.
كما يبين حرص تركيا على إفشال الحصار الاقتصادي على إيران عن طريق البنك الحكومي التركي “خلق” ورئيسه محمد عطا الله المحكوم بالسجن على خلفية التهم التي وجهتها وزارة العدل الأمريكية بمحاولة الالتفاف على العقوبات على إيران داخل أمريكا.
مع ذلك كان ترامب يعتقد أن أردوغان صديقه، ويفصل بولتن بقضايا كثيرة بين تركيا وأميركا بدءاً من الخلاف بين الدولتين حول القس برانسون، إذ طالب أردوغان ترامب بالتدخل للإفراج عن المسؤول المالي التركي محمد عطا الله حيث اتهم أردوغان حركة فتح الله غولن بتدبير هذه الاتهامات، وحاول مبادلة القس بإسقاط قضية البنك.