أنقرة (زمان التركية) – وجه رئيس حزب المستقبل المعارض في تركيا، داود أوغلو انتقادات إلى الرئيس أردوغان بسبب رئيس حزب الوطن القومي اليساري، دوغو برينجك.
جاء ذلك خلال مشاركة رئيس حزب المستقبل التركي هذا الصباح ببرنامج إسماعيل كوتشوك كايا على قناة فوكس التركية الإخبارية.
وقال داود أوغلو: “أردوغان الذي يتحدى ويهدد الجميع لا يستطيع أن ينبس ببنت شفة ضد برينجك، ما يشير إلى وجود صفقات تُبرم بينهما من خلف الأبواب الموصدة”.
وأضاف داود أوغلو أن برينجك يتصرف وكأن السلطة الحاكمة في قبضة يده، وأضاف قائلا: “برينجك هو الذي يتصدر المشهد في تركيا وكأنه شريك الحكومة. ومع أننا نُمنع من التعبير عن آرائنا في أي قضية، إلا أن حزبًا لا تصل نسبة دعمه 25 في الألف هو الذي يحدد أجندة تركيا بشكل مثير للغرابة”.
وتساءل داود أوغلو عن الأسباب التي تدفع أردوغان إلى السكوت على كل أقوال ومواقف زعيم حزب الوطن برينجك مهما كانت قائلاً: “الرئيس أردوغان يتحدى ويهدد الجميع، حسنًا فلماذا لا يستطيع أن يفعل الشيء نفسه تجاه برينجك يا ترى؟”.
ثم علق داود أوغلو على استقالة البرلماني السابق عن حزب العدالة والتنمية الحاكم شامل طيار من منصب نائب رئيس الدعاية والإعلام في الحزب في الثامن من الشهر الحالي بعدما شنّ هجومًا شرسًا على برينجك، حيث وصفه بـ”مرشد زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، والمحب للانقلابات العسكرية”، ثم أردف بقوله: “إن الذين يحبون روسيا والصين وإيران أكثر من تركيا والذين تحولوا إلى بيادق وأدوات للبؤر الظلامية.. عليكم أن تذهبوا إلى قمامتكم فلا يمكن أن يتقاطع طريقكم مع حزب العدالة والتنمية.. ويجب عليكم أن تعرفوا حدودكم”.
داود أوغلو عقب على استقالة مسئول اللجنة الإعلامية بالعدالة والتنمية، شامل طيار قائلاً: “لقد حاول شامل طيار أن يعلِّم برينجك حدوده ويهدده لكنه من تعرض للإقالة عن منصبه. وهذا يدل على أن هناك صفقة تدور خلف الأبواب المغلقة. فالرئيس (أردوغان) لا يستطيع أن يخرج ويعلّم هذا الحزب الهامشي الصغير حدوده”.
يذكر أن برينجك الذي ينتمي إلى الجناح التقليدي لتنظيم أرجنكون / الدولة العميقة، قال في تصريحات لقناة (أولوصال تي في) بعد بدء تحقيقات الفساد ضد رجال أعمال موالين لأردوغان في عام 2013 إن حزبه من كشف الستار عن فضائح الفساد والرشوة في تركيا، وإنه لا يزال لديه حوالي 40 تسجيلاً صوتيًّا لم يتم الكشف عنها بعدُ.
فقد قال برينجك في ذلك الحوار: “بعض الناس يزعمون أن حركة الخدمة هي التي كشفت عن فضائح الفساد والرشوة سنة 2013، ولكن هذا خطأ؛ لأننا من فضحنا هذه القضايا قبل ذلك، ونحن من نشرنا التسجيلات السرية الخاصة بأردوغان، حتى إنهم اعتقلونا بسبب هذا. وأنا قلت هذا أمام المحكمة، كما أنه يوجد لدينا في الوقت الراهن 38 تسجيلاً صوتيًّا لأردوغان يمكنكم الاطلاع عليها، وكلها متعلقة بالفساد والرشوة”، على حد قوله.
وفي معرض رده على سؤال لمقدم البرنامج مفاده “كيف ستحاربون حركة الخدمة بجانب مقاومة دكتاتورية حكومة حزب العدالة والتنمية وفسادها، وهناك حديث عن تحالفكم مع الحكومة”، قال برينجك: “لا أرجح استخدام مصطلح التحالف أو الاتفاق مع الحكومة، لأن هذه المصطلح يدفعنا لغضّ البصر عن بعض الممارسات غير الشرعية التي تقوم بها الحكومة، ولكن نحن كحزب العمال اليساري ممثلين عن الشعب التركي نعلن أننا سنقضي عليهم جميعا – حزب العدالة والتنمية وحركة الخدمة- كما أن تركيا ستشهد ثورة خلال عامين أو ثلاثة أعوام وربما أقل من ذلك”.
وأضاف برينك: “تركيا ستتخلص من أردوغان وعبد الله جول وفتح الله جولن وسينهار نظامهم بالكامل، لأنه لن يكون في الفترة القادمة خيار أمام الشعب التركي بين الشخصيات الثلاثة. هؤلاء الثلاثة سيرحلون وأننا سنتخلص منهم جيمعًا، فلن يستطيع أحد منهم إنقاذ نفسه بتضحية الآخر”.
_