أنقرة (زمان التركية) – أصدر رئيس حزب المستقبل التركي ورئيس الوزراء السابق، أحمد داود أوغلو، إدانة متأخرة لإدراج قوات الأمن التركية كتب الأحاديث والتفسير ضمن قائمة أدلة الإدانة خلال حملة أمنية في ولاية مرسين قبل بضعة أيام.
وأوضح داود أوغلو أن المرة الأخيرة التي شهدت فيها مثل هذه المشاهد المؤلمة كانت خلال انقلاب 28 فبراير/شباط عام 1997 قائلا: “لماذا التزم من يتفاخرون بالقرآن الكريم أمام جموع المواطنين في اللقاءات الجماهيرية السكوت على مثل هذه المشاهد؟ لقد بدأنا نشاهد مجددا مشاهد انقلاب 28 فبراير/ شباط 1997 بعد مرور سنوات عليه لكون العقليات الإرشادية للسلطة الحالية من بقايا ذلك الانقلاب. عقب الحملة الأمنية الأسبوع الماضي عرضت قوات الأمن كتب القرآن والتفسير والأحاديث والفقه التي توجد داخل منزل كل مواطن كدليل إدانة”.
وأضاف داود أوغلو أن هذا الوضع يعكس الإدارة التعسفية للسلطة الحاكمة داخل جهاز الشرطة، قائلا: “هذا انتهاك صريح للقانون والعدل تحت مظلة مكافحة الإرهاب مثلما حدث في تسعينيات القرن الماضي”.
أضاف رئيس حزب المستقبل “في دولة القانون ترسم القوانين حدود اللغة التي سيستخدمها المسؤول أو الموظف أو الوزير تجاه الأشخاص المذنبين والأبرياء، لكن إن أعلنتم صراحة عدم اعترافكم بالقانون فهذا يعني أنكم تعلنون انتقالكم إلى إدارة أخرى خارج قواعد دولة القانون. لو حدث شيء من هذا القبيل في دولة غربية لسارعوا إلى توجيه اتهامات لها لا تخطر على بال، إلا أنهم يسكتون على ذلك رغم وقوعه في بلادهم.
وتابع داود أوغلو: “إلى الآن لم يصدر تعليق من السلطة السياسية الحاكمة على تصنيف الشرطة كتب القرآن والتفسير التي كانوا يتغنون بها خلال اللقاءات الجماهيرية حتى وقت قريب كدليل إدانة”.
يذكر أن أعضاء تنظيم أرجنكون / الجناح اليساري الأوراسي للدولة العميقة، أحدثوا انقلابًا ناعمًا في 28 شباط 1997 ضد كل من السلطة السياسية بقيادة نجم الدين أربكان، الذي يعتبر شيخ أردوغان، ومنظمات المجتمع المدني من كل الاتجاهات، بدعوى انتشار ما سموه “الرجعية الدينية”، ويتهم داود أوغلو أردوغان باتخاذ أرجنكون قدوة له في تصفية أعضاء منظمات المجتمع المدني بدعوى الانتماء إلى ما سماه “منظمة فتح الله كولن”.
يذكر أن أردوغان يحتفظ بسلطته بفضل تحالفه مع كل من زعيم حزب الحركة القومية المتطرفة المحافظة دولت بهجلي وزعيم حزب الوطن القومي المتطرف اليساري دوغو برينجك الذي سبق أن حكم عليه في إطار قضية تنظيم أرجنكون.
وخلال الأسبوع الماضي، وجه سياسيون ينتمون إلى توجهات سياسية وفكرية مختلفة انتقادات لحكومة العدالة والتنمية بعدما قدمت فرق مكافحة التهريب والجريمة المنظمة المصاحف والكتب الدينية، بينها الكتب الستة والفقه الإسلامي للعلامة وهبه الزحيلي، وكأنها أدلة إدانة إدانة مثل الأسلحة أو المواد المخدرة المحظورة، في أعقاب عملية نفذت ضد ما يسمى بعناصر منظمة فتح الله كولن.
مع إعلان تركيا عودة الحياة إلى طبيعتها مطلع هذا الشهر، استأنفت أيضا الملاحقات الأمنية، التي انطلقت عقب انقلاب يوليو 2016، بعد توقف قرابة شهرين بسبب تفشي وباء كورونا.
ويحمل الرئيس التركي رجب أردوغان حركة الخدمة مسئولية تدير انقلاب عام 2016 إلا أن اتهامه يفتقر إلى أدلة ملموسة.
ومنذ محاولة الانقلاب، أطلقت تركيا حملة “تطهير” شملت كافة القطاعات العامة وأسفرت عن اعتقال نحو 80 ألف شخص في انتظار المحاكمة، وعزل أو أوقف عن العمل حوالي 150 ألفا من موظفي الحكومة وأفراد الجيش والشرطة وغيرهم.
–