جالار (أستراليا) (زمان عربي) – على الرغم من مرور أكثر أسبوع على حملة اعتقالات 14 ديسمبر/ كانون الأول الجاري التي طالت عدداً من الرموز الصحفية الحرة في تركيا إلا أن ردود فعل رجال السياسة العالميين مازالت تتوالى تنديدا بالممارسات المضادة للديمقراطية من جانب حكومة العدالة والتنمية.
وعلق باري أون سورث، أحد ألمع الساسة في أستراليا رئيس الوزراء السابق لولاية جالار على محاولات الحكومة التركية لتكميم أفواه الصحافة الحرة قائلاً: إنني التقت رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان ثلاث مرات من قبل. إلا أن الممارسات والسياسات التي يتبعها أردوغان ضد حركة الخدمة ومؤسساتها المختلفة لا يمكن قبولها بأية حال من الأحوال”.
وتابع: “لقد كنت مثل الكثير من الأشخاص معجباً بصورة كبيرة بأردوغان جراء مواقفه فيما يتعلق بالحريات. إلا أن حملة المداهمات والاعتقالات التي شهدتها واحدة من ألمع الصحف والقنوات التليفزيونية في تركيا بهدف تكميم أفواه الإعلام أصابتني بصدمة كبيرة لا تصدق”.
وقال أون سورث إن الخطوات والإجراءات التي اتخذها أردوغان وحكومته لتقييد الحريات في البلاد مثيرة للقلق. وأضاف : “تركيا تتجه مباشرة نحو نظام استبدادي”.
وأوضح أون سورث أنه –كأحد محبي تركيا- حزين للغاية لما تشهده من تعديات على حرية الصحافة والسياسات غير الديمقراطية التي تنفّذها حكومة حزب العدالة والتنمية في مجال القضاء والقانون.
وبيَّن أون سوث، الذي يصف نفسه بالصديق المقرب لتركيا، أنه يذهب إليها بصحبة عائلته لقضاء العطلات هناك قائلا: “أنا أحب تركيا. وابنتي عادت من تركيا قبل أسبوع. ونود أن نذهب مرة أخرى إلى هناك. إلا أنني غيرت رأيي بسبب ما شهدته البلاد من حملة على الإعلام والصحافة”.
وانتقد أون سورث حزمة الاتهامات التي يلصقها أردوغان بالأستاذ فتح الله كولن، مؤكدا أن الممارسات التي يتبعها أردوغان وحكومته ضد حركة الخدمة والأستاذ كولن لا يمكن قبولها بأية حال من الأحوال في الوقت الذي يحتاج فيه العالم لمثل هذه الحركات.
وأشار إلى أنه شاهد فيلماً وثائقياً يتناول مفهوم حركة الخدمة بعنوان “Love İs a Verb” الذي عرض الأسبوع الماضي بولاية سيدني قائلا: “بعيدا عن الفيلم الوثائقي لقد رأيت ما قامت به حركة الخدمة في مدينة سراييفو عاصمة جمهورية البوسنة والهرسك بعيني. وقد تأثرت كثيرا عندما رأيت الطريقة التي تسللوا بها عبر الأنفاق إلى مدينة سراييفو المحاصرة لمواصلة أنشطتهم التعليمية هناك”.
وشدد أون سورث على أن ما تقوم به حركة الخدمة في الكثير من البلدان التي تتعرض للحروب والصراعات الداخلية مثل البوسنة والهرسك، العراق والصومال يعلمها ويراها الجميع بكل وضوح، مضيفاً: “يجب أن يتم شرح وتعريف المواطنين بهذه الخدمات في برلماننا لأننا كلما قمنا بشرح الأعمال النبيلة والمجهودات القيمة التي تقدمها حركة الخدمة المستلهمة لفكر الأستاذ كولن، في العديد من المناطق الموبوءة بالمشاكل، يدرك المزيد من الأشخاص وجود هذا الكيان النبيل داخل المجتمع التركي”.