إسطنبول (زمان التركية) -حملة سخط واسعة شهدتها تركيا، على إثر تقديم السلطات، مجموعة كتب دينية، كأدلة إدانة، خلال القبض على أحد الأشخاص قالت إنه ينتمي إلى حركة الخدمة.
ووجه سياسيون ينتمون إلى توجهات سياسية وفكرية مختلفة انتقادات لحكومة العدالة والتنمية بعدما قدمت فرق مكافحة التهريب والجريمة المنظمة المصاحف والكتب الدينية، بينها الكتب الستة والفقه الإسلامي للعلامة وهبه الزحيلي، وكأنها أدلة إدانة إدانة مثل الأسلحة أو المواد المخدرة المحظورة، في أعقاب عملية نفذت ضد ما يسمى بعناصر منظمة فتح الله كولن.
نائب حزب الشعوب الديمقرطي الكردي وعضو لجنة حقوق الإنسان في البرلمان عمر فاروق جرجرلي أوغلو على هذه الخطوة، قائلاً: “لم يبق هناك أي قيمة إلا وانتهكوها وسيستمرون في ذلك! فقد عرضت شعبة مكافحة التهريب والجريمة المنظمةالمصحف وموسوعة الفقه الإسلامي وكتاب الدعاء المسمى بالقلوب الضارعة وموسوعة الكتب الستة الحديدثية على طاولة باعتبارها أدلة إدانة”.
Hiçbir değer bırakmadılar, bırakmayacaklar!
"Ele geçirilen" Kur'an meali, İslam Fıkhı Ansiklopedisi, El-Kulûbu'd-Dâria adlı dua kitabı ve Kütübi Sitte adlı hadis ansiklopedisi KOM Şube'de sergilendi. pic.twitter.com/RS5U8B9zcG
— Ömer Faruk Gergerlioğlu (@gergerliogluof) June 16, 2020
في حين لفت رئيس اتحاد القضاة والمدعين العامين السابق عمر فاروق أمين آغا أوغلو إلى أن الملاحقات بدعوى الانتماء إلى حركة الخدمة تطال الجميع، تستمر دون توقف منذ محاولة الانقلاب المزعومة في 2016، ثم عقب بقوله: “طالما أنه كان هناك هذا العدد الكبير من أعضاء جماعة كولن السريين فلماذا لا يقدم هؤلاء الأشخاص على أي عملية احتجاجية أو لا يبادر إلى محاولة انقلاب ثانية أو لماذا لم ينفذوا انقلابًا أكثر تأثيرًا من قبل يا ترى؟!”.
15 Temmuzdan bu yana her kesimde FETÖ adıyla yapılan bitmek bilmeyen operasyonlar…
Bu kadar kriptocu var ise, bu kişiler niye bir eylem veya ikinci ve daha etkin bir 15 Temmuz yapmamış ki…@anadoluajansi#FETÖhttps://t.co/U6PqFnK02w— Ömer Faruk Eminağaoğlu (@eminagaoglu) June 16, 2020
أما باهادير كوجوك، أحد رواد تويتر، فعلق عبر تغريدة مثيرة على عثور الشرطة على المصاحف والكتب الدينية وكأنها أدوات جريمة، قائلاً: “الشرطة كانت تعثر على أسلحة خلال تحقيقاتها الخاصة بتنظيم أرجنكون / الدولة العميقة (التي انطلقت في 2007). في حين أنها كانت تعثر على أموال ونقود مسروقة أثناء تحقيقاتها المتعلقة بأعضاء ورجال حزب العدالة والتنمية في 2013. بينما لا تعثر الشرطة في تحقيقاتها ضد حركة الخدمة إلا على المصاحف والكتب الدينية فقط! والفريقان الأولان من أعضاء أرجنكون وحزب أردوغان تحالفوا ضد جماعة كولن ويتهمانها بالإرهاب!”.
Ergenekon davalarında her yerden SİLAH çıkıyordu.
AKP'ye operasyonda her yerden para çıkıyordu.
Cemaate operasyonda ise heryerden KİTAP çıkıyor.
Ergenekoncularla AKP'liler birleşip cemaate terörist diyor.
— Bahadır Küçük (@BahadrKk14) June 16, 2020
من جانبه، وجه الكاتب المتخصص في القضايا الإسلامية أحمد كوروجان انتقادات لاذعة إلى استمرار الاعتقالات العشوائية بدعوى الصلة بجماعة فتح الله كولن في مقال حمل عنوان: “انظروا جيدًا إلى هذه الصورة”، حيث قال: “لقد أقدمت وكالة الأناضول الرسمية على نشر صورة تضم كتبًا دينية على أنها عناصر جريمة. إنني أعتقد أن هذه الصورة هي أفضل صورة تعبر وتكشف عن طبيعة هذا العهد من دون حاجة إلى أي دليل آخر”.
وكانت نيابة مرسين أعلنت في بيان أنها نفذت عملية أمنية ضد “عناصر منظمة فتح الله كولن” بزعم أنهم يعيدون تنظيم صفوفهم في مدينة مرسين جنوب تركيا، وكانت وكالة الأناضول زعمت في خبرها بشأن الواقعة أن قوات الأمن عثرت داخل منزل ج.س على ساعة تحمل توقيع فتح الله كولن وقلادة كُتب عليها “قطمير” و51 كتابا حُظر نشرها ومواد رقمية ودفتر ملاحظات. واللافت في الأمر هو ورود كتاب تفسير القرآن الكريم للعلامة التركي محمد ألماليلي حمدي يازي، وموسوعة الفقه الإسلامي للعلامة وهبة الزحيلي وموسوعة الحديث الشريف (الكتب الستة)، ضمن الكتب التي عرضتها فرق الأمن كأدلة إدانة.
مع إعلان تركيا عودة الحياة إلى طبيعتها مطلع هذا الشهر، استأنفت أيضا الملاحقات الأمنية، التي انطلقت عقب انقلاب يوليو 2016، بعد توقف قرابة شهرين بسبب تفشي وباء كورونا.
ويحمل الرئيس التركي رجب أردوغان حركة الخدمة مسئولية تدير انقلاب عام 2016 إلا أن اتهامه يفتقر إلى أدلة ملموسة.
ومنذ محاولة الانقلاب، أطلقت تركيا حملة “تطهير” شملت كافة القطاعات العامة وأسفرت عن اعتقال نحو 80 ألف شخص في انتظار المحاكمة، وعزل أو أوقف عن العمل حوالي 150 ألفا من موظفي الحكومة وأفراد الجيش والشرطة وغيرهم.
–