إسطنبول (زمان التركية) – من بين الآلاف ممن أنهيت خدمتهم بقرارات حالة الطواري في تركيا عقب انقلاب عام 2016، ضابط الصف سدات جولكايا الذي خدم بالقوات الجوية، لمدة 7 سنوات ونصف تقريبًا، حتى تم فصله، ليبدأ رحلة كفاح من أجل إعالة أسرته الصغيرة.
ضابط الصف السابق جوليكا حاول أن يتأقلم مع الوضع الجديد وبدأ يبحث عن عمل آخر في القطاع الخاص أو العام، لكنه فشل بسبب “قرار الطوارئ” الصادر بحقه، مما دفعه إلى العمل “نجار” و”وبائع أدوات موسيقية”، حتى يتمكن من تلبية احتياجات طفله وزوجته.
جولكايا الذي كان يعمل ضابط صف مشغل للطائرات بدون طيار تابع لجهاز الاستخبارات التركي والقوات الجوية، فصل من عمله وتعرض للسجن بسبب تلقيه في وقت سابق مكالمة هاتفية واحدة من أحد كبائن الهواتف الموجودة في الشارع. حيث تم اعتبار ذلك دليلا على واصله مع مدبري انقلاب 2016.
قال جولكايا: “لقد تعرضنا لظلم كبير، لا يوجد دليل واحد على إدانتنا، أنا بريء. لذلك أضع رأسي على الوسادة للنوم وأنا مرتاح الضمير”.
أضاف جولكايا: “أنا أعمل في النجارة وبيع الأدوات الموسيقية منذ عامين تقريبًا. أحب الأشجار كثيرًا… أحب الفن. لقد عملت بعرق جبين، وأواصل العمل هكذا بعد فصلي”.
وأكد جولكايا على ضرورة ألا يكون من السهل بهذا الشكل توجيه تهمة الإرهاب للناس، وقال والدموع تملأ عينيه: “لقد أكملت تعليمي بصعوبة، لقد أقسمت على سلامة هذا الوطن في الجيش، وناضلت من أجل حماية وسلامة هذا أرضه، قدمت روحي فداء للوطن، لم يعد من المهم أن تعطونا حقنا بعد الآن، ما عايشناه لن ينسى، لا تعويض لتضحيتنا، ما ذهب لن يعود”.
ومنذ محاولة الانقلاب، اعتقل نحو 80 ألف شخص في انتظار المحاكمة، وعزل أو أوقف عن العمل حوالي 150 ألفا من موظفي الحكومة وأفراد الجيش والشرطة وغيرهم.
والشهر الماضي، قالت وزارة الدفاع التركية إنه منذ محاولة انقلاب 15 يوليو/ تموز 2016 فصل من الجيش 15 ألف و583 جنديا في إطار تحقيقات حركة الخدمة بينما لا تزال تتواصل التحقيقات الإدارية والجنائية بحق 4 آلاف و156 جنديا.
وذكرت وكالة الأناضول أن العام الماضي شهد فصل 3554 عسكريًا في حين شهد العام الجاري فصل 1003 عسكريًا، ووجهت إلى جميعهم تهمة الإنتماء إلى حركة الخدمة، التي تتهمها أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب العسكري، بينما تنفي الحركة.
–