لا تزال تركيا تحاول التأثير على القرارات السياسية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول بمختلف الطرق بما فيها تقديم مساعدات انسانية بحجة مكافحة وباء كورونا.
وفي هذا الصدد انطلقت من العاصمة أنقرة الخميس طائرة شحن عسكرية على متنها مساعدات طبية قدمتها تركيا إلى أفغانستان في اطار جهود مكافحة الفيروس.
وأقلعت طائرة تابعة للقوات الجوية التركية من مطار “أتيمسغوت” العسكري في أنقرة متجهة إلى العاصمة الأفغانية كابل.
وتتضمن المساعدات التي أعدتها وزارة الصحة التركية، أجهزة للتنفس الإصطناعي ومنظمات الأوكسجين وأجهزة لصدمات القلب الكهربائية وبخاخات وأجهزة”PCR ” وأطقم لتشخيص فيروس كورونا وكمامات من طراز “N95” وأخرى جراحية وعادية ومعدات للمختبرات.
وحملت طرود المساعدات شعار رئاسة الجمهورية، والعلمين التركي والأفغاني ومقولة لجلال الدين الرومي: “هناك أملٌ بعد اليأس، والكثيرُ من الشموس بعد الظلمة”.
لكن تلك المساعدات تاتي في اطار دعاية سياسية تركية مفضوحة في محاولة لشرعنة التدخل التركي في افغانسان التي تعيش على وقع تصاعد القتال بين حركة طالبان المتمردة والحكومة الأفغانية.
وليست أفغانستان وحدها من تحولت الى ساحة تثير أطماع التدخل التركي بحجج متعلقة بالاخوة الإنسانية والدينية فاليمن تحول بدوره إلى ساحة جديدة تثير أنقرة ليس فقط إنسانيا بل عسكريا وسياسيا.
وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان الأسبوع الجاري عن استعدادات تركية حثيثة لإرسال مئات المرتزقة من الفصائل السورية التي تدعمها أنقرة للقتال في اليمن دعما لحزب الإصلاح التابع لجماعة الإخوان المسلمين، على غرار ما حدث في ليبيا، وذلك بالتزامن مع تجنيد أنقرة أذرعها الإعلامية لتهيئة الرأي العام العربي وذلك عبر تقديم البديل في ظل الصراع القائم بين الحكومة الشرعية والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.
وانطلقت تركيا بتقديم مساعدات انسانية في محافظات يمنية تقع تحت نفوذ حزب الإصلاح لكن سرعان ما بدا التلويح بالتدخلات العسكرية في هذا البلد الذي يعاني اصلا من التدخل الايراني.