التقى أقارب السائقين الأتراك الاثنين والثلاثين المختطفين في مدينة الموصل العراقية من قِبل عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، التابع لتنظيم القاعدة، التقوا مسؤولي الشركة التي يعمل بها ذويهم بمدينة “غازي عانتب” جنوبي تركيا.
وادعى أحد السائقين الأتراك من الرهائن، الذي تم الاتصال به عبر الهاتف خلال اللقاء، أن والي الموصل الذي عيّنه تنظيم داعش طلب فدية 50 ألف دولار عن كل شاحنة تركية من أجل إطلاق سراحهم.
وأما مدير الشركة “محمد قيزيل” فقد زعم أن خاطفي السائقين فاوضوهم للحصول على 10 ملايين دولار فدية لإطلاق سراحهم خلال الأيام الأولى لعملية الاحتجاز، مشيرًا إلى أنهم لم يصلوا إلى نتيجة من وراء هذه المفاوضات.
وعقب مصادرة تنظيم داعش 28 شاحنة تنقل الوقود في الموصل يوم 10 يونيو / حزيران الجاري، واحتجازه 32 سائقًا تركيًّا، لم تفضِ المبادرات المطروحة لإطلاق سراح الرهائن إلى أي نتيجة حتى الآن.
وقد جاء أقارب السائقين المختطفين إلى مقر شركة “قيزيل” التي يعمل بها السائقون في مدينة “غازي عانتب” جنوبي تركيا، وطلبوا لقاء مسؤولي المجموعة. واجتمع عضو مجلس إدارة الشركة “محمد قيزيل” بأقارب السائقين، وأخبرهم أنهم يبذلون ما بوسعهم من أجل إطلاق سراح ذويهم. وأعرب أقارب السائقين عن رد فعلهم الغاضب إثر ادعائهم بأن حياة ذويهم في خطر لعدم سداد الشركة الفدية المطلوبة لتحريرهم.
“مفاوضات لإطلاق سراح الرهائن مقابل 10 ملايين دولار”
وأفاد قيزيل بأنهم على اتصال دائم بمسؤولي وزارة الخارجية التركية من أجل تحرير الرهائن، مضيفًا بقوله “تفاوضنا مع داعش في وقت سابق من أجل إطلاق سراح الرهائن مقابل 10 ملايين دولار، لكن لم نصل لنتيجة. ولا تزال اتصالاتنا مستمرة. ونحن نبذل ما بوسعنا لإطلاق سراح أصدقائنا السائقين”.
وأما أقارب المختطفين فأعربوا عن رد فعله الغاضب إزاء تصريحات قيزيل، وقالوا إن مسؤولي الشركة لم يتصلوا بهم، وأنهم لم يستطيعوا دفع الفدية التي كانت مطلوبة في البداية والمقدرة بمبلغ 5 ملايين دولار، مشيرين إلى أن حياة أقاربهم الرهائن أصبحت في خطر.
“والي الموصل يطلب فدية بقيمة 50 ألف دولار عن كل شاحنة”
وأوضح أقارب السائقين أنهم تواصلوا مع ذويهم المختطفين عبر الهاتف، وأنهم أخبروهم بأنه مطلوب فدية 50 ألف دولار عن كل شخص منهم. كما سمحوا لمسؤول الشركة قيزيل بالتحدث عبر الهاتف مع سائق من المحتجزين في أيدي داعش. وقال السائق الذي يُدعى “عثمان” لمسؤول الشركة التي يعمل بها “يريدون الحصول على 50 ألف دولار فدية عن كل شاحنة. وكان والي الموصل هو الذي يريد هذه الفدية، وهذا ما قاله لنا المقاتلون مؤخرًا”.
فيما أجاب قيزيل على السائق بقوله “إذا أرادوا فلنعطهم 100 ألف دولار عن كل شخص، فهل حكومتنا عاجزة لهذه الدرجة؟ إن شاء الله يحصلون على الأموال ويطلقون سراحكم”.
وقد عقد قيزيل لاحقًا لقاءً خاصًا مع ثلاثة أشخاص يمثلون مجموعة مؤلفة من حوالي 20 شخصًا قادمين من مدن مختلفة مثل “شانلي أورفا” و”ماردين”.
المصدر: جريدة زمان 30/6/2014