إسطنبول (زمان عربي) – لم تقتصر تداعيات الأزمة الاقتصادية التي تمر بها روسيا بسبب العقوبات المفروضة عليها من الغرب والتراجع الكبير الذي يسجله الروبل الروسي أمام الدولار على الروس المقيمين في داخل روسيا فحسب بل انعكست أيضا على أوضاع الروس المقيمين في تركيا إذ لجأوا إلى بيع بيوتهم بأسعار زهيدة.
وأوضح رجل الأعمال الأوكراني سيرجي فولشينكوف، أحد شركاء مستثمري Tolerance، للاستثمارات العقارية الدولية بمدينة أنطاليا جنوب تركيا، والتي تعتمد بشكل أساسي على المواطنين الروس أن البلاد تمر بأزمة كبيرة بسبب السياسات الروسية.
وأشار فولشينكوف أن الروبل الروسي تعرض لخسارة كبيرة في قيمته خلال الفترة الأخيرة، قائلا: “إن المواطنين الروس الآن لا يفكرون في شراء منازل جديدة في مدنية أنطاليا وإنما همهم الوحيد هو النجاة بأنفسهم. حتى أن البعض يقوم ببيع بيوتهم في أنطاليا ليتمكنوا من سداد ديونهم المستحقة في روسيا”.
وأوضح فولشينكوف أن مكسب المواطنين الروس يتمثل في قيمة الروبل الروسي وأنهم يقومون ببيع وحداتهم السكنية في أنطاليا مقابل الدولار أو اليورو مؤكدا أن تأثير الأزمة الروسية لم يقتصر على قطاع العقارات فقط بل امتد إلى القطاع السياحي أيضًا.
وأضاف: “أنا لا أعمل في السياحة لكن في رأيي أن الأزمة الحالية ستلقي بظلالها على قطاع السياحة أيضًا. لأن أسعار الفنادق والخدمات الفندقية يتم سدادها بالدولار أو اليورو”.
وأشار فولشينكوف إلى الزيادة الملحوظة في عدد الراغبين في بيع وحداتهم السكنية في أنطاليا قائلا: “بعض المواطنين الروس يتقدم بطلبات لنا لبيع وحداتهم السكنية التي يملكونها في مدينة أنطاليا. حتى أنهم يفكرون في البيع بأسعار زهيدة جدا من أجل البيع في أسرع وقت. ولم يحدث شيئ كهذا من قبل. وأرى أن هذه الحالة ستزداد سوءا. في السابق كنَّا نبيع بيوت المواطنين الإنجليز للروس والآن نحن نحصل على الوحدات السكنية الخاصة بالروس لبيعها”.
وتصل الممتلكات غير المنقولة للمواطنين الروس في مدينة أنطاليا، جنوب تركيا، إلى نحو 7 آلاف من بين الممتلكات غير المنقولة الخاصة بالأجانب في المدينة والتي تصل إلى ما يقرب من 50 ألفا.
وتظهر التقارير والأرقام الرسمية أن عام 2013 شهد بيع نحو 5 آلاف و548 وحدة سكنية للأجانب بينما تراجع هذا العدد خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري إلى 5 آلاف و486 وحدة سكنية.