أنقرة (زمان التركية)ـــ أعلنت تركيا أنها قدمت إلى حكومة الوفاق المدعومة من قبلها طلبا للحصول على تراخيص التنقيب عن النفط وإنتاجه في ليبيا، في أول تنفيذ رسمي لخطط أنقرة في الاستحواز على آبار البترول في البحر المتوسط، والتي تؤكد اليونان ملكيتها لها.
وتفعل بذلك تركيا اتفاقية ترسيم الحدود البحرية الموقعة نهاية العام الماضي مع حكومة الوفاق الوطني والتي أحدثت جدلا دوليا كبيرًا.
وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي فاتح دونماز، ذكر في مقابلة تلفزيونية الإثنين، أنهم حددوا 7 مناطق للحصول على تراخيص التنقيب عن النفط فيها، مشيرا أن عملية التعليق والإعلان ستستمر لمدة 3 أشهر. وفق وكالة (الأناضول)
ويأتي الإعلان التركي بعد يومين من زيارة فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الليبي أنقرة ولقائه الرئيس رجب أردوغان.
وأضاف أنه خلال فترة 3 أو 4 أشهر سيتم البدء بأنشطة التنقيب، بعد تحليل البيانات من قبل مؤسسة البترول التركية.
وأشار أن سفينة التنقيب التركية “يافوز” أنهت ست عمليات حفر في شرق البحر الأبيض المتوسط حتى الآن، وأن العملية السابعة جارية في موقع “سلجوقلو-1”.
وذكر الوزير أيضا أن هناك مفاوضات مستمرة للعمل مع الجزائر بدأت قبل وباء فيروس كورونا.
وتواصل السفن التركية، أنشطتها في التنقيب عن الطاقة، خارج حدود تركيا، شرقي البحر المتوسط، وسط اعتراض من قبل قبرص واليونان والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ومصر وإسرائيل، التي تصفها بغير الشرعية.
وبموجب اتفاق ترسيم حدود بحري تم التوقيع عليه في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي مع حكومة الوفاق الليبية برئاسة فايز السراج، طالبت تركيا بحقوق في شرق المتوسط، تقول اليونان إنها ملك جزيرة قبرص -الجنوبية- بموجب القانون الدولي.
وكانت شركة بترول تركيا (TPOA) قد تقدمت خلال الأسابيع الماضية بطلب للحكومة التركية للحصول على التراخيص اللازمة لبدء أعمال التنقيب في 7 حقوق بترول إضافية في المناطق المتنازع عليها بين تركيا واليونان؛ وصدر القرار بالموافقة من قبل المديرية العامة لشؤون المعادن والبترول التابعة لوزارة الطاقة والموارد الطبيعية التركية ونشر في الجريدة الرسمية في 30 مايو/ أيار الماضي.
واسدعت اليونان سفير تركيا لدىيها برواك أوزوجرجين، على خلفية ذلك.
وزير الخارجية اليوناني نيكوس داندياس أكد أن القرار التركي هو أحد الإجراءات التي تقوم بها تركيا من أجل اغتصاب حقوق السيادة اليونانية؛ أما المتحدث باسم الخارجية التركية حامي أكصوي فقد أكد في تصريحات أن الحقول التي تقدمت الشركة للحصول على تراخيص التنقيب فيها تتبع الجرف القاري لتركيا وفقًا لخرائط مقدمة إلى الأمم المتحدة، مشددًا على أن تركيا عازمة على استمرار استخدام حقوقها في السيادة على تلك المناطق.
وأعربت دول حوض شرق المتوسط رفضها للاتفاقية التركية مع ليبيا، حيث هاجمتها مصر وقبرص وإسرائيل، وأصدر الاتحاد الأوربي بيانات تحذر تركيا من الضلوع في أعمال تنقيب غير قانونية بالمنطقة.
ورفض الرئيس رجب أردوغان مرارا “تحذيرات” الاتحاد الأوروبي، وقال إن تركيا بها أربعة ملايين لاجئ، أغلبهم سوريون، ويمكن أن تفتح لهم الأبواب في اتجاه أوروبا.
ودعا ممثل الشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، تركيا، إلى احترام سيادة قبرص واليونان ومياههما الإقليمية.
ودعا رئيس جمهورية قبرص نيكوس أنستاسياديس يوم الأحد إلى إلغاء ترشيح تركيا للانضمام إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، إذا لم توقف أنشطة التنقيب عن النفط في شرق البحر الأبيض المتوسط، وقال أيضا إن سعي تركيا للتنقيب عن النفط والغاز قبالة سواحل جزيرة قبرص، “لا تزال خطوة بعيدة المنال”.
–