تل أبيب (زمان التركية)ـــ جدد تقرير صحفي إسرائيلي التحذير من النفوذ التركي المتنامي في القدس الشرقية تنفيذا لتوجيهات الرئيس رجب أردوغان.
وعقب افتتاح مركز “خان أبو خديجة” الأثري، في شارع “باب السلسلة” قرب الحرم القدسي، نشرت صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية، تقريرًا أمس الأربعاء، تحت عنوان “مركز إسلامي تركي جديد- هذه المرة قرب الحائط الغربي (البراق)”.
وقالت الصحيفة: “بينما تُجري إسرائيل والولايات المتحدة والسعودية والأردن اتصالات لدمج ممثلين سعوديين في مجلس الأوقاف، الذي يدير جبل الهيكل (التسمية اليهودية للحرم القدسي الشريف)، تتضح تفاصيل جديدة عن مركز نشاط آخر تابع لتركيا في شارع باب السلسلة، قرب جبل الهيكل والحائط الغربي”.
وأفادت بأن هذه المعلومات وردت في تقرير لـ”معهد أبحاث وتطوير القدس الشرقية” (غير حكومي).
وأشارت إلى أن “المركز المذكور هو خان أبو خديجة الذي قامت بترميمه الوكالة التركية للتعاون والتنسيق (تيكا) الغنية التي تستثمر مبالغ طائلة في القدس الشرقية”، على حد تعبير الصحيفة. وفق ما نقلت وكالة (الأناضول).
وتابعت الصحيفة: “ساعدت تيكا في الماضي في تنظيم مشروع نقل عشرات آلاف العرب من سكان الجليل والمثلث (شمال) إلى المسجد الأقصى”.
ومضت بالقول :”داخل المكان تعرض كتب دراسية عن “التراث الحقيقي” للقدس والأقصى، والتي تم نشر بعضها من قبل تيكا، إلى جانب أعلام منظمة التحرير الفلسطينية وتركيا”.
وأردفت: “في الخان، الذي يستخدم كمطعم ومقهى، تقع العين على صورة السلطان العثماني عبد الحميد الثاني (1842: 1918)، الذي عارض بشدة طلب (تيودور) هرتسل (مؤسس الحركة الصهيونية) إقامة دولة يهودية، وبجانبها صورة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان”.
ونقلت الصحيفة عن “مردخاي كيدار”، رئيس “معهد أبحاث وتطوير القدس الشرقية”، قوله: “يدور الحديث عن نقطة سيطرة للإسلام الثوري في قلب القدس، التي تعد إحدى مراكز الإسلام السياسي”.
وأشارت إلى نشاطات جمعية “ميراثنا” التركية في القدس الشرقية، وبينها حملة أطلقتها مؤخرا لجمع تبرعات لصالح المقدسيين، تحت شعار “القدس تعاني من وباء الاحتلال ومن وباء كورونا”، على حد قول الصحيفة.
وتتمسك إسرائيل بالقدس، بشطريها الغربي والشرقي، عاصمة موحدة لها، بينما يصر الفلسطينيون على القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية، التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة.
وكان تقرير نشرته الصحيفة ذاتها (إسرائيل هيوم) عام 2018 قال إن تركيا تسعى من خلال نشاط إنساني واجتماعي لجمعيات تركية في القدس الشرقية أبرزها (ميراثنا)، لتوسيع سيطرتها ونفوذها في المدينة المحتلة.
واعتبرت الصحيفة الإسرائيلية النشاط التركي عبر هذه الجمعيات يمثل انتهاكا للسيادة الإسرائيلية في القدس الشرقية.
وقالت “إسرائيل هيوم” تحت عنوان “أردوغان يبني الحي التركي في القدس”، مشيرة إلى النشاط الأخير الذي أطلقته جمعية “تراثنا” في المدينة، لترميم بيوت عائلات فلسطينية.
وقالت الصحيفة أن النشاط التركي المكثف في القدس الشرقية، يتم بإرادة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وتوجيهاته. وهدف أردوغان، أو السلطان كما وصفته الصحيفة، هو تعميق السيطرة التركية في القدس الشرقية، في الوقت الذي يهاجم فيه إسرائيل بدون انقطاع.
وفي وقت سابق من العام ذاته نشرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، تقريرا زعمت فيه أن “السلطة الفلسطينية والسعودية والأردن حذّرتا إسرائيل العام الماضي من تنامي حجم النفوذ التركي في القدس”.
وكتبت هآرتس، “السلطة الفلسطينية تبدو قلِقة حيال دعم أنقرة لتنظيمات إسلامية في منطقة نفوذها، لأنّ مثل هذه التنظيمات ستكون على صلة أوثق بحماس وهي غريم السلطة في غزة”. الأمر الذي نفاه أحمد مجدلاني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
–