أنقرة (زمان التركية) – قال البرلماني السابق عن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا محمد أوجاكتان، والذي يمارس نشاطًا صحفيًا، إن حزب العدالة والتنمية الذي كان ينتمي له سابقًا سقط في شباك حزبي الحركة القومية والوطن -اليساري- بقيادة كل من دولت بهجلي ودوغو برينجك.
ويمثل بهجلي التيار القومي اليميني المتطرف الذي تأسس في حضنه كثير من التنظيمات القومية المسلحة غير القانونية مثل النسخة التركية من تنظيم غلاديو الموالي لحلف الناتو الذي كان نشاطة منذ الخمسينات حتى التسعينات؛ في حين أن برينجك يمثل التيار القومي اليساري المتطرف الذي تأسس على يده تنظيم أرجنكون الموالي لروسيا والصين والفعال منذ التسعينات حتى اليوم. ويعتبر هذان التنظيمان عنصرين أساسيين لما يسمى في تركيا بالدولة العميقة، وهما يتوافقان في المصالح العليا وإن كانت هناك صراعات في القضايا الفرعية.
وأوضح أوجاكتان ذو الخلفية الإسلامية والذي ينشر مقالات في صحيفة (قرار) أنه لا يزال مرابطا على مواقفه السابقة، بعكس ما صار عليه قادة حزب العدالة والتنمية، قائلا في مقال له: “يتوجب علينا إعادة النظر فيما كنا عليه بالأمس وما أصبحنا عليه اليوم. هذه ضرورة تفرضها علينا مبادئ الحق والعدل والإنصاف”.
وواصل أوجاكتان مقاله على النحو التالي:
“دعونا نمعن النظر سويا فيما كانت عليه الأوضاع بالماضي. أنا حاليا لا أزال على الوضع عينه الذي كنت عليه في سنوات الإعدادية والثانوية. أمارس الصحافة منذ 40 عاما وكنت أراعي حساسية المسلم في كل لحظة من لحظات حياتي. خلال ثمانينات القرن الماضي كتبت الشعر في المجلات الأدبية التي أصدرناها والمجلات الأدبية اليسارية. في تلك الفترة كنا نكتب الشعر في المجلات عينها جنبا إلى جنب مع الإسلاميين السياسيين واليساريين والماركسيين. لكن في كل مكان شاركت فيه كنت أشارك في المجلات كأحد أنصار التيار الإسلامي السياسي ولم أنسلخ أبدا عن هويتي.
إن كان القتلة خارج القضبان بينما يقبع من عبروا عن آرائهم داخل السجن فإن الحريات في هذا البلد ليست مضمونة، لكن الحريات هي الأساس الذي يجب أن يدور كل شيء حوله. يرى الفيلسوف السياسي الشهير توماس بين أن الدولة يجب ألا تُدار بالأشخاص بل بالقوانين العادلة التي تضمن الحقوق الطبيعية للأشخاص وأنه في نظام الانتخاب إن استخدم الشخص المنتخب صلاحيات مطلقة وانتهك الحقوق الأساسية فإن البلاد بهذا باتت فعليا تخضع للنظام الملكي.
للأسف بات حزب العدالة والتنمية مُحاطًا بالبلاب السام الذي يفسد المجتمع من حوله ويقضي على لغة الحوار والرحمة التي كانت تحتضن تركيا بأكملها وأصبح يتغذى على الاستقطاب والتفريق. إن كان ينبغي شرح الأمر بشكل واضح وصريح فسأقول: إنني لا أزال على وضعي وموقفي بينما حزب العدالة والتنمية سقط في شباك بهجلي وبرينجك. هذه خلاصة القول”.
–